على وقع يوم لم تخفت فيه حدة الأزمة المصرية، أكدت القوى السياسية المعارضة أمس إصرارها على تنظيم تظاهرة مليونية غدا «الجمعة» أطلقت عليها مسمى «مليونية جمعة التراجع أو الرحيل». ووسط تمرس كل من القوى المدنية من جانب والحكومة والقوى الإسلامية من جانب آخر حول موقفيهما، دعت جماعة الإخوان المسلمين مؤيديها إلى تنظيم مظاهرات حاشدة بعد غد «السبت» في ميدان التحرير بالقاهرة ومختلف المحافظات لتأييد الإعلان الدستوري. وقال شريف الروبي عضو المكتب السياسي ل «حركة 6 أبريل» في مؤتمر صحافي أن مطالب الجماهير في الشارع لم تعد تقتصر على إلغاء الإعلان الدستوري، وإنما رحيل النظام . وأضاف في حال عدم الاستجابة لهذه المطالب سيخرج الشباب في مسيرات زحفا على قصر الاتحادية «الرئاسة» في مليونية الغد. وألمح الناشط السياسي الدكتور ممدوح حمزة إلى إجراءات وخطوات تصعيدية، قالت مصادر إن من بينها دعوة النقابات للدخول في إضراب عام وعصيان مدني. وفي المقابل انتقد رئيس الديوان العام لرئاسة الجمهورية رفاعة الطهطاوي الدعوات للعصيان المدني قائلا: إنه سيتم التعامل مع أي عصيان أو عنف بالقانون والحسم. وقال الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين محمود غزلان، إنه تقرر تنظيم تظاهرة مليونية لتأييد الإعلان الدستوي بعد غد. وأشار نادر بكار المتحدث باسم حزب النور السلفي إلى أنه تم الاتفاق بين حزب النور وبين باقي الأحزاب المؤيدة للإعلان الدستوري على أن تكون مليونية السبت في ميدان التحرير بالقاهرة. ونظم آلاف من أعضاء ومؤيدي الجماعة البارحة ثلاث مسيرات ضخمة في الإسكندرية، انطلقت أكبرها من المسجد الكبير في منطقة «سيدي بشر» باتجاه محيط مسجد القائد إبراهيم. بينما تجمهر مئات من المتظاهرين أمام بناية سكنية يمتلك الرئيس مرسي شقة فيها في منطقة سكنية خاصة بأساتذة جامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية تعبيرا عن احتجاجهم على الإعلان الدستوري. وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع بكثافة عليهم وحملتهم على مغادرة المنطقة. وواصل آلاف المحتجين تظاهرتهم في ميدان التحرير بوسط العاصمة القاهرة أمس لليوم السادس على التوالي. وعلى صعيد معركة القضاء ضد الإعلان الدستوري قرر قضاة محكمة النقض والاستئناف أمس تعليق العمل، بينما أعربت المحكمة الدستورية العليا عن أسفها لانضمام الرئيس إلى قائمة المتهجمين عليها، رافضة أي تهديد أو إنذار.. في هذه الأثناء أعلن المستشار حسام الغرياني رئيس الجمعية التأسيسة للدستور أن الجمعية التأسيسية للدستور ستصوت اليوم «الخميس» على المسودة النهائية للدستور، لكن المرشح السابق لرئاسة الجمهورية عمرو موسى قال إن «هذا هراء وإحدى الخطوات التي ما كان ينبغي اتخاذها نظرا للغضب والاستياء من الجمعية التأسيسية الحالية».