أكد مدير جامعة الباحة الدكتور سعد بن محمد الحريقي حرص منظومة التعليم العالي بالمملكة على التحول نحو الاقتصاد المعرفي بمساهمة الجامعات السعودية ومن بينها جامعة الباحة التي بدأت في تنفيذ مشروع علمي متكامل في مجال الطاقات البديلة، حيث يزاوج هذا المشروع بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في آن واحد بهدف توليد طاقة كهربائية من مصادر بديلة عن المصادر التقليدية تكون صديقة للبيئة وذات جدوى اقتصادية وسهلة الاستخدام. ويهدف هذا المشروع الذي يقوم به فريق علمي برئاسة الدكتور عبدالعزيز يحيى الغامدي عميد كلية العلوم بالجامعة للاستفادة من طاقتي الشمس والرياح المتوفرتين بكثرة بالمملكة واستخدامهما في تزويد بعض المناطق النائية والمناطق الزراعية بالطاقة الكهربائية والمياه اللازمتين. ويعتمد هذا المشروع الذي تم تدشينه رسميا يوم الثلاثاء الموافق 21 ذو الحجة 1433 ه على ما يعرف بنظام الطاقة الهجين الذي يقوم بتحويل طاقتي الشمس والرياح إلى طاقة كهربائية. وتأتي فعالية هذة الفكرة في أنه عند غروب الشمس وانعدام أشعتها ليلا غالبا ما تنشط حركة الرياح والعكس بالعكس، وبالتالي يعوض كل نظام من النظام الآخر. وقد تم تركيب نظام الطاقة الهجين هذا بمقر المشروع في كلية العلوم والآداب بالمخواة بنجاح، حيث يوفر حوالي 15 كيلو واط من الطاقة الكهربائية يتم تخزينها في مجمع بطاريات سعتها 10000 أمبير تكفي لتشغيل المشروع في أي لحظة. كما تم تجريب هذا النظام في جانب ضخ وتسخين المياه وذلك بضخ المياه من بئر بعمق مائة متر إلى خزان كبير بسعة 5700 لتر وتم تسخين جزء من المياه بواسطة مجمعات الحرارة الشمسية (Solar collectors) موصلة بخزان عازل للحرارة سعتة 1000 لتر. ويعتبر مركز المشروع بالمخواة نواة التجارب العلمية والاختبارات والبحث والتطبيق الأولي قبل التوسع في العمل إلى نطاق أكبر يشمل مجمعات سكنية ومشروعات زراعية وغيرها. لذلك حرصت جامعة الباحة على استجلاب كل الأجهزة والمعدات والأدوات العلمية الضرورية لنجاح هذا المشروع، ووفرت أيضا المباني والمنشآت اللازمة والتمويل والكادر البشري المؤهل لتنفيذ المشروع بنجاح. وأفاد الدكتور عبدالعزيز يحيى الغامدي أن هذا المشروع إضافة إلى أهدافه الاستراتيجية في استحداث مصادر طاقة خضراء متجددة بديلة صديقة للبيئة وذات مستقبل واعد على مستوى العالم، فإن هذا المشروع يتوقع له أيضا أن يمثل جسرا من جسور العلاقة بين الجامعة كمؤسسة علمية وخدمة المجتمع المحلي بمنطقة الباحة. فالمشروع مزود بأجهزة متقدمة لرصد وقياس تلوث الهواء مثل قياس نسبة ثاني أكسيد الكربون، أول أكسيد الكربون، أكاسيد النيتروجين، الأوزون، ثاني أكسيد الكبريت وغيرها، حيث تمثل كلها ملوثات للهواء ذات آثار سلبية لا يستهان بها في صحة الإنسان والبيئة. وأضاف الدكتور الغامدي أن المشروع مزود بمعمل حديث لقياس جودة ونقاوة المياه وتحديد نوع ونسبة الملوثات إن وجدت. والمعروف أن الأمراض التي تصيب الإنسان أو الحيوان سببها الرئيس هو تلوث المياه. وأوضح أن المشروع يساهم في إعداد كوادر سعودية مدربة على تقنيات الطاقات البديلة وتطبيقاتها المختلفة حيث يضم فريق البحث العلمي إلى جانب الباحثين الأساسيين من علماء وخبراء وتقنيين يضم أيضا طلابا في المراحل العلمية المتقدمة يقومون بإجراء بعض البحوث العلمية للتأهل إلى درجات علمية أعلى. وهذا المشروع يعد من المشاريع البحثية التطبيقية النوعية على مستوى المملكة. كما يشكل نواة لفكرة تأسيس مركز تدريب وطني شامل في مجال الطاقات الخضراء المتجددة.