شرع فريق علمي من جامعة الباحة في تنفيذ مشروع علمي متكامل في مجال الطاقات البديلة حيث يزاوج بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في آن واحد بهدف توليد طاقة كهربائية من مصادر بديلة عن المصادر التقليدية تكون صديقة للبيئة، وذات جدوى اقتصادية وسهلة الاستخدام. وذكر مدير الجامعة الدكتور سعد بن محمد الحريقي في تصريح ل»المدينة» أن المشروع يهدف بالدرجة الأساس للاستفادة من طاقتي الشمس والرياح المتوفرتين بكثرة بالمملكة، واستخدامهما في تزويد بعض المناطق النائية والمناطق الزراعية بالطاقة الكهربائية والمياه اللازمتين، وبين أن المشروع الذي تم تدشينه رسميًا مؤخرا برعايته والفريق العلمي الذي يرأسه الدكتور عبدالعزيز يحيى الغامدي عميد كلية العلوم، يُعرف بنظام الطاقة الهجين الذي يقوم بتحويل طاقتي الشمس والرياح إلي طاقة كهربائية. وأشار الدكتور الحريقي إلى أن فعالية هذه الفكرة تأتي في أنه عند غروب الشمس وانعدام أشعتها ليلًا غالبًا ما تنشط حركة الرياح والعكس بالعكس، وبالتالي يعوض كل نظام من النظامين الآخر، وقد تم بالفعل تركيب نظام الطاقة الهجين هذا بمقر المشروع في كلية العلوم والآداب (المخواة) بنجاح، حيث يوفر حوالي 15 كيلووات من الطاقة الكهربائية يتم تخزينها في مجمع بطاريات سعتها 10.000 أمبير- ساعة تكفي لتشغيل المشروع في أي لحظة، كما تم تجريب هذا النظام في جانب ضخ وتسخين المياه وذلك بضخ المياه من بئر بعمق مائة متر إلي خزان كبير بسعة 5700 لتر، وتم تسخين جزء من المياه بواسطة مجمعات الحرارة الشمسية (Solar collectors) موصلة بخزان عازل للحرارة سعتة 1000 لتر. وأكد الحريقي أن مركز المشروع بالمخواة هو النواة للتجارب العلمية والاختبارات والبحث والتطبيق الأولي، قبل التوسع في العمل إلى نطاق أكبر يشمل مجمعات سكنية ومشروعات زراعية وغيرها، لافتا إلى حرص الجامعة على استجلاب كل الأجهزة والمعدات والأدوات العلمية الضرورية لنجاح هذا المشروع، وتوفير المباني والمنشآت اللازمة والتمويل والكادر البشري المؤهل لتنفيذ المشروع بنجاح. من جهته قال الدكتور عبدالعزيز يحيى الغامدي رئيس الفريق العلمي للمشروع إن هذا المشروع إضافة إلي أهدافه الاستراتيجية في استحداث مصادر طاقة خضراء متجددة بديلة صديقة للبيئة وذات مستقبل موعود على مستوى العالم، فإنه يتوقع له أيضًا أن يمثل جسرًا من جسور العلاقة بين الجامعة كمؤسسة علمية وخدمة المجتمع المحلي بمنطقة الباحة، فالمشروع مزود بأجهزة متقدمة لرصد وقياس تلوث الهواء مثل قياس نسبة ثاني أكسيد الكربون، أول أكسيد الكربون، أكاسيد النيتروجين، الأوزون، ثاني أكسيد الكبريت وغيره، حيث تمثل كلها ملوثات للهواء ذات آثار سلبية لا يستهان بها في صحة الإنسان والبيئة. واضاف الدكتور الغامدي أن المشروع مزود بمعمل حديث لقياس جودة ونقاوة المياه وتحديد نوع ونسبة الملوثات إن وجدت والمعروف أن الأمراض التي تصيب الإنسان أو الحيوان سببها الرئيس هو تلوث المياه.