ليس التعنيف يكون جسديا فربما يكون عن طريق الإهمال أو العنف النفسي وهي كلها تندرج تحت بند التعنيف، ومن هذه الحالات مشهد رجل مسن في طوارئ الرجال في مستشفى الملك فهد في المدينةالمنورة والذي أثار دهشة جميع المتواجدين في القسم، إذ لاحظ الجميع وجود الرجل مقيدا ب «حبال بيضاء» ويظهر ذلك عند محاولة المسن رفع «الستارة البيضاء» التي تحجب المتواجدين في قسم طوارئ الرجال عن رؤيته، وبمجرد محاولته رفع الستارة يسارع العاملون في القسم من الكوادر الفنية «تمريض أو أطباء» إلى إعادة الستارة مرة أخرى لحجب الرجل المسن عن جميع المتواجدين من مرضى أو مرافقين. «عكاظ» توجهت على الفور إلى مستشفى الملك فهد وتحديدا قسم «طوارئ الرجال»، حيث يرقد الرجل المسن، وبمجرد الدخول إلى داخل القسم تم التوجه إلى السرير رقم 29 والذي يقبع في آخر القسم، حيث لوحظ وجود مصلى صغير بالقرب من السرير، بالإضافة إلى عدد من الأدوات الطبية المخصصة للاستخدام داخل القسم، بعد ذلك تم رفع الستارة وإذ برجل مسن يتواجد بجانب السرير مكبلا بحبال بيضاء، حيث تم تقييد قدمه ويده وربطها بالسرير بحبال بيضاء، وهي مشابهة لتلك الحبال التي توجد في «أغطية الأسرة» داخل قسم الطوارئ. ملابس وردية من جهة أخرى، لوحظ أن الرجل المسن وهو يرتدي ملابس ملونة «لونها وردي»، حيث يتم ارتداء هذه الملابس عند الاستعداد لإجراء عملية جراحية معينة، وبعد لحظات قضتها «عكاظ» مع الرجل المسن لاحظ عدد من العاملين داخل القسم وجود المحرر مع الرجل المسن، حيث طلبوا من «عكاظ» مغادرة المكان وعدم البقاء في قسم الطوارئ. وفي موازاة ذلك قال الطبيب المشرف على قسم الطوارئ: «لا أعلم عنه سوى أنه قدم إلى المستشفى قبل نحو أربعة أشهر، وذلك بسبب حادث سيارة، وأضاف أن الرجل لم يتعرض إلى إصابات بليغة، وبعد الانتهاء من تقديم الإجراءات الإسعافية، والتأكد من سلامته طلبنا منه الخروج، لا أعلم عن الإجراءات التي حدثت بعد ذلك». من جانبه أوضح أحد كوادر التمريض العاملين في القسم منذ فترة كبيرة أن هذا الرجل المسن من المفترض أن يغادر المستشفى منذ أكثر من 40 يوما، إلا أن جميع الجهات المختصة رفضت استلامه، وذكر الممرض والذي رفض الإفصاح عن اسمه، أنه لايعلم سبب رفض الجهات المختصة استلام «الرجل المسن» بالرغم من سلامته الصحية بعد الحادث الذي تعرض له. مريض مزمن في المقابل أجرت «عكاظ» اتصالا بمساعد مدير عام الشؤون الصحية للخدمات العلاجية الدكتور محمد الشلاحي، حيث أكد أن هناك ثلاثة أشخاص في قسم الطوارئ في مستشفى الملك فهد في المدينةالمنورة يتواجدون بشكل مستمر، موضحا أن الرجل المسن هو معروف لدينا وهو يقوم بالدخول والخروج على «مزاجه»، كما أنه سبب لنا أزمة أثناء فترة موسم الحج. وأضاف أن المستشفى قدم كل الخدمات العلاجية للرجل المسن، وطلبنا منه الخروج إلا أنه يرفض، لافتا إلى أنه تمت مخاطبة الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، ولكن دون فائدة.