طفرت دمعة من عيني رجل مسن في وادي بني هشبل وهو يحكي تفاصيل التعنيف الذي تعرض له اثنان من أحفاده (ابنا ابنته) على يد زوجة أبيهم حسب قوله موضحا أنه حينما شاهد آثار التعنيف على جسد الطفلين لم يتمالك نفسه وغلبته دموعه ورباطة جأشه لأن الموقف كان أكبر من أن يتحمله. يقول سعيد حمود (جد الصغيرين لأمهما)، إن مأساة الطفلين نايف (8 سنوات) وشقيقته ليلى (6 سنوات) بدأت بعد أن انفصل والدهما عن أمهما وكانا صغيرين في السن، موضحا أن والد الطفلين من ذوي الاحتياجات الخاصة وهو رجل طيب ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث انفصل عن أمهما وارتبط بامرأة أخرى، بينما تزوجت أم الطفلين وارتحلت إلى منطقة أخرى. ويضيف جد الطفلين، ليلى ونايف ذهبا للعيش مع أبيهما وزوجته، والتي حسب قوله، بدأت بتعنيفهما لدرجة أن الطفلين أفصحا له بتفاصيل ما تمارسه معهما زوجة الأب، مستغلة أن والدهما من ذوي الاحتياجات الخاصة. وتابع الجد، أن التعنيف الذي مورس في حقهما كان أحد أسباب تأخر ليلى في دراستها، موضحا أنه اكتشف عملية التعنيف لأول مرة حينما زارته والدتهما في إحدى الإجازات، وقابلا الطفلين في إحدى الحدائق العامة وشاهدا آثار كدمات على رأسيهما، وكانت حفيدته ليلى، حسب قوله، لا تستطيع المشي بصورة طبيعية. وتابع الجد بقوله، «وفي حينه عرفت أن ثمة تعنيفا يمارس في حقهما، وبعد تلك الحادثة ذهب أحد أبنائي وأخبر والد الطفلين أن والدتهما تريد رؤيتهما، وحينما حضرا ذهبنا بهما إلى مستشفى خميس مشيط المدني، وهناك جرى تنويمهما، واستقبلت الشرطة الحالة على أنها عنف أسري ومكث الطفلان أسبوعا بمرافقة والدتهما ورفعنا قضية ضد من مارس التعذيب بحقهما». ويضيف الجد أنه صدر تقريران طبيان (حصلت «عكاظ» على صور منهما) يؤكدان وقوع حالات تعنيف بحقهما، موضحا أن ابنته رفعت شكوى إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير التمست فيها معاقبة المتسبب في إيذاء الطفلين، وقد جرى استدعاء والد الطفلين وزوجة أبيهما وجرى التحقيق معهما وربطا بالكفالة وأحيلت المعاملة إلى هيئة حقوق الإنسان. ومن جانبها، أوضحت الأخصائية الاجتماعية كريمة سعد وسكرتيرة التمريض جميلة علي في قسم الخدمة الاجتماعية في مستشفى خميس مشيط العام أنه جرى استقبال حالة الطفلين نايف وليلى على أنها عنف أسري. من جهته، أوضح الدكتور علي الشعبي عضو جمعية حقوق الإنسان، أن «الجمعية على استعداد لتولي القضية ونظرا لعدم افتتاح فرع للجمعية بشكل رسمي في منطقة عسير ولا يزال استقبال البلاغات عن طريق جوالات الأعضاء فليس لدي علم عن تلقي بلاغ بشكل رسمي عن هذه الحالة». وأكد ل «عكاظ» الرائد عبدالله علي آل شعثان الناطق الإعلامي في شرطة منطقة عسير حدوث الواقعة، وقال «استقبلت وحدة شرطة المستشفى المدني في خميس مشيط بلاغا عن حالتي عنف للطفل نايف وشقيقته ليلى لأنه في مثل هذه الحالات يرفض المستشفى علاج الحالة إلا بتحويل من الشرطة، وقد قامت شرطة المستشفى بتعميد المستشفى المدني في الخميس باستقبال الحالتين وجرى تسجيل البلاغ بشكل رسمي لدى شرطة المستشفى التي أبلغت مرجعها فورا في شرطة الخميس، ومن ثم أشعر قسم الخدمة الاجتماعية عن طريق شرطة المستشفى كإجراءات معروفة لمثل هذه الحالات»، وأكد أن هناك عدة جهات رسمية تتابع الحالة بعد إشعار الخدمة الاجتماعية وإصدار التقارير حيال ذلك ولا زالت تلك الجهات تواصل التحقيق في القضية.