لا صوت يعلو على صوت لعبة انتخابات اتحاد الكرة فبرغم لغة الصمت التي يتحدث بها المتنافسون إلا أن العراك الذي يدار خلف كواليس الجمعية العمومية بلغ ذروته ما بين كر هنا وفر هناك لا نعرف من يطوي صفحة الآخر ؟ ويكتب اسمه على جبين الرياضة المشرق. لعبة الانتخابات لا تختلف أبدا عن لعبة الشطرنج. فمن يعرف تحريك الحجارة يعرف كيف ينتصر ؟ ومن لا يملك وزيرا مدعوما بجنود وحصانين لا يمني نفسه بالفوز، باختصار هي لعبة لمن يقوى على الصمود، لمن يحسب كل خطوة يخطوها قبل تعرضه لثبور . أحمد عيد الذي لا نختلف عليه بأنه رياضي من الطراز الأول يجلس على طاولة الانتخابات الشطرنجية في مواجهة ترفض كل الاعتبارات مع رجل الطموح بن معمر وكل أدوات النجاح الممكنه متاحة بينهما تتأرجح مع تأرجح حجارة الشطرنج وتخفق مع خفقان قلوبهما. فكل شيء يدعو للانتظار والترقب ولحظة تحديد المصير .. أحمد عيد الذي كان يمشي واثق الخطوة «رئيسا» وجد نفسه أمام مفترق طرق بعدما ظهر له بن معمر على طريقة (كش ملك) ولا بد من اتخاذ قرار فما حققه كلاعب في الماضي لا يكفيه، وما أنجزه كإداري لا يسنده ما لم يلعب بالوزير على اعتبار أن الوزير يستطيع أن يتحرك في كل مناطق الشطرنج، وهذي الخاصية لا تجدها عند الآخرين. فهو مسموح له بأن يمر في كل الاتجاهات ويستطيع أن يحقق له كل مكاسب من خلال اصطياد ما يقع أمامه من أدوات شطرنج المنافس. عدا ذلك أعتقد بأن بن معمر لاعب ماهر لديه (وزير يتحرك بذكاء ويصطاد بذكاء) وخلفه تكتل من الجنود مدوعم بحصانين وفيلين وغيرهم مما يعرفون متى يتحركون ومتى يقفون. ولا نعلم لمن الغلبة .. تاريخا لا يكذب ولا يتجمل ولا يدون المارون أم لجغرافيا ترفض المساس بتضاريسها، فالسهول تبقى سهولا والشموخ يسكن جبالها فأين نحن ماضون ؟ رفقا بنا يا تويتر يقول سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إن للحكمة عشرة أجزاء تسع في الصمت والعاشرة في قلة الكلام. فأين الحكمة من الذين يغردون بالليل والنهار من بعض زملائنا الإعلاميين بعدما قشع تويتر برقع المهنية عن أقلامهم وظهروا على حقيقتهم ما بين مشجع ومتعصب فهذا يهتف بناديه وآخر يشتم منافسيه وثالث يغرد بعد منتصف الليل مبتهلا إلى الله سبحانه وتعالى داعين أن ينصر فريقه وأن يسجل للاعبه هدف. فما يكتبه بعض الزملاء في تويتر هو خدش للمهنية الإعلامية وتجنى عليها بل هو مكابرة مغالطة صريحة على الدور المناط به، والأدهى من ذلك أن البعض لا يعرفون معنى أنك إعلامي حيث يقولون إن ما يكتبونه في تويتر هو رأي شخصي لا علاقة له بما يطرحه في وسائل الإعلام وهذه دلالة على جهلهم بالمفهوم، فالإعلامي يمثل المهنية في كل الأحوال حتى في آرائه الخاصة فهو صاحب رأي .والرأي لا يمكن أن يتجزأ أو يتبدل إلا إذا كان لدينا آراء متعددة المواقف فهذا علم جديد اخترعوا إعلامي تويتر وله شأن آخر .