•الحياة بأبيضها وأسودها، بأيديولوجياتها وألاعيبها ، بجيوشها ومعاركها ، تمثل رقعة شطرنج ضخمة قانونها الأوحد هو الفوز ولا شيء غيره .. ولأن أي خطأ أو هفوة يمكن أن تؤدي للهزيمة ، فكل حركة مهما صغرت يجب أن تكون مدروسة ومحسوبة بدقة . الفارق بين الاثنين أن الرؤية على رقعة الشطرنج قد تكون أكثر وضوحاً، و ربما أكثر عدلاً !. •على رقعة شطرنج المشهد الفكري تبدو الألوان وقد تمازجت وتماهت ، حتى بات اللون الرمادي هو الغالب .. لم يعد هناك أبيضٌ بيّنٌ ولا أسودٌ بيّن.. بل يمينٌ و يسارٌ كلاهما يدعي البياض! .. والفريقان - رغم الضبابية - متشابهان في وقوفهما على نفس المسافة من الخطأ والصواب ! .. ومتشابهان أيضاً في ترتيب الصفوف ، فالمنظرون وأصحاب الشعارات غالباً ما يتمترسون خلف الأتباع الطامعين، والجنود الجوعى والمغرر بهم ! .. الفريقان مصطفان منذ زمن، الخيول مسرجة ، و التربص سيد الموقف!.. كل ما يحدث الآن مجرد مناوشات و مبارزات فردية.. و أكاد اجزم أن لو اشتعلت الحرب فالخاسر الأكبر سيكون هو الأوطان!. •(الفيل) في نظر خبراء الشطرنج حجرٌ مغرور متهور! .. لا يعترف بالقوانين، ولا بالاستقامة، لذلك تجده دوماً يسير بخط مائل ! .. يؤمن بالقوة والخداع و اختراق الأنظمة ! .. إنه باختصار حجرٌ عنجهيّ و غير مأمون الجانب، لأنه ببساطة (مسنود ) من سكان القلعة وكبرائها .. وفي رقعة الشرق الأوسط الفيل هو دولة إسرائيل .التاريخ يقول أن الوحيد الذي باستطاعته هزيمة الفيل هو الطير الأبابيل ، لكنه للأسف ليس من قطع الشطرنج ! . •(الحُرية ) لا تُوهب ولا تُستجدى .. والحصان المُحاصر لن تنفعه كل التدخلات الخارجية إن لم يكن لديه ال ( حماس ) والشجاعة للقفز على كل أسوار الخلافات ، و( فتح ) أبواب ( قلعته ) وإعادة ترتيبها من الداخل . •يقول خبراء الشطرنج أن الجندي البسيط هو روح اللعبة، و سر انتصاراتها.. إسرائيل أو ( فيل) الشرق الأوسط أدركت هذه المقولة جيداً منذ العام (1948) .. ولكم في ( جلعاد شاليط ) مثال!. •أحيانا يكون هناك حجرٌ صغير إن خسرتَه سقطت قلاعك و خسرت المعركة.. لا تستهن بالصغار، فبعض الأحجار الحقيرة قد تهدم القلاع والحصون، وتسقط الوزراء من عليائهم. •أعظم دروس لعبة الشطرنج يكمن في إثباتها أن معادلة الانتصار تتشكل من (98 ٪ ) عمل و فكر و جهد ، و ( 2 ٪) فقط حظ .. فلكي تفوز في الشطرنج يجب عليك أن تجتهد في ترتيب أحجارك وأفكارك جيداً، بأن تضع الحجر المناسب في المكان المناسب.. وكذلك الأمر بالنسبة للحياة، الفائز فيها هو من يجيد ترتيب أوراقه. •في الشطرنج الياباني الوزراء ينتحرون عند ثبوت تقصيرهم ، وفي الشطرنج الأوروبي يستقيلون .. أما في الشطرنج العربي فالوزراء لا يتزحزحون من أماكنهم حتى لو سقطت السماء! .. لذا أنصحك عزيزي القارئ إن كنت من هواة الشطرنج بعدم شراء شطرنج مصنوع في دولة عربية..فالوزراء فيه لا يمكن تحريكهم ولو بالطبل البلدي!. [email protected]