أكدت صحة جدة عدم تلقيها أي شكاوى من مرضى بشأن لقاحات الأنفلونزا الموسمية التي أعلنت الوزارة إيقاف تشغيلاتها مؤخرا، مشددة على أن سحب اللقاح جاء في إطار الاحتراز الوقائي. وأوضح مدير صحة جدة الدكتور سامي محمد باداوود أن حظر جميع التشغيلات من لقاحات Agrippal and Fluad التي تنتجها شركة Novartis والمستخدمة كلقاحات ضد الأنفلونزا الموسمية مازال مستمرا بعد تعميم الهيئة العامة للغذاء والدواء من أن استخدامها قد يؤدي إلى تأثيرات صحية خطيرة، مشيرا إلى أنه تم سحب جميع اللقاحات منذ صدور القرار، فيما التعميم بالحظر تم في حينه لجميع المستشفيات. وبين مدير إدارة شؤون القطاع الصحي الخاص بالشؤون الصحية في الرياض الصيدلي أحمد العيسى ل"عكاظ " أن عملية سحب التشغيلات تتطلب أياما معدودة فقط، مشيرا إلى تكثيف جولات المفتشين للتأكد من الالتزام بالتعميم. وقال العيسى: في حال رصد منشآت تعمل على صرف المستحضرات بعد التحذير منها وطلب سحبها تصدر عقوبات من لجنتين مختلفتين تشمل الممارس (الصيدلي) والمنشأة (الصيدلية). من جانبه شدد البروفيسور طارق صالح جمال أستاذ ورئيس أقسام الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز، على عدم جدوى أخذ اللقاح سواء التشغيلات التي يجرى سحبها أو التي يمكن استخدامها، وقال: أنا ضد هذا اللقاح لسبب واحد وهو أنه لدينا 250 سلالة من الفيروس، واللقاح الموجود لمكافحة 3 سلالات موسمية فقط، وبالتالي فإن اللقاح لا يعطي أي مفعول ضد السلالات الفيروسية الأخرى. وأضاف أن الشوائب التي تم التنويه عنها في التعميم غير واضحة، هل يقصد بها في المواد الحافظة أم في التكوين أم ناتج عن الفيروس، فكل هذه الأمور قد توضح تأثيرها ذلك على صحة الإنسان، ولكن بما أن التعميم أورد عبارة مضاعفات خطيرة فإن الأمر قد يصل إلى تأثير الأعصاب أو الكلى. ونصح البروفيسور جمال بعدم أخذ اللقاح لعدم فائدته أو جدواه لأن سلالات الفيروس متغيرة في كل المواسم. واعتبر استشاري طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الملك فهد العام في جدة الدكتور محمد زهران أن أهم سمة يتميز بها فيروس الأنفلونزا الموسمية هي التغير في سلالاته وتحوره بشكل دائم، حيث إن سلالاته تتغير في كل عام بشكل مختلف وجذري، وهذا ما جعل التطعيم لايعطي الحماية الكاملة بنسبة 100%، لأن الشخص قد يتعرض لسلالة قوية ومختلفة في الوقت الذي سبق له التطعيم ضد سلالة أخرى منتشرة، كما أن جهاز مناعة الجسم لا يستطيع أن يتطور مع هذه التغيرات في الفيروسات المتسببة بالأنفلونزا، وهو ما يجعل من السهل تكرار إصابة الفرد كل عام بأنواع جديدة منه. وأضاف: الأنفلونزا الموسمية تنتشر بسهولة ، فعندما يسعل المصاب يقوم بإفراز الرذاذ الحامل للعدوى في الهواء وتعريض من يستنشقه لمخاطر الإصابة بالمرض، كما يمكن للفيروس الانتشار عن طريق الأيدي الملوثة به، وللوقاية ولمنع انتشار العدوى يجب على المرضى استخدام المناديل عند السعال وغسل الأيدي بانتظام. وأكد أن الغالبية العظمى من الرجال والنساء يصابون بفايروس الأنفلونزا مرتين في السنة وهو أمر طبيعي لا يستدعي التطعيم، أما الأشخاص الذين تكون لديهم قابلية الإصابة أكبر بمعنى تعرضهم للفيروس كل شهر أو شهرين فهذه الفئة ينصح لهم بأخذ اللقاح كل عام.