لليوم الثاني على التوالي عاشت جدة أجواء من الترقب والحذر، في انتظار هطول الأمطار التي توقعت الأرصاد وحماية البيئة وعدد من المراصد العالمية أن تهطل بغزارة على جدة. ومع التنبيه الذي أطلقته الرئاسة العامة للأرصاد ظهر أمس باحتمالية هطول المطر وأدى لاتخاذ تعليم جدة قرارا بإخراج الطلاب من مدارسهم، ظهرت السحب المرافقة للرياح الجنوبية القوية ولكن لم تسقط منها أية قطرة مطر. في السياق، أوقف عدد من معاهد التدريب الدورات المسائية، في الوقت الذي قرر العديد من المواطنين تأجيل أي ارتباط لهم خارج محيط المنزل خوفا من الأمطار. من جهته، أتهم الدكتور علي عشقي أستاذ البيئة وعلوم البحار في جامعة الملك عبدالعزيز أجهزة الأرصاد وحماية البيئة بالضعف وعدم القدرة على التكهن بشكل دقيق لموقع هطول المطر، وقال ل«عكاظ»: نسبة نجاح توقعاتهم لا تتجاوز 20% للأسف لأنهم يعتمدون بشكل كبير على النشرات التي تأتيهم من بعض الأقمار الصناعية، مضيفا: توقعت منذ البداية ضعف احتمالية هطول المطر لأن المنخفض المقبل من جنوب المملكة كان ضعيفا ولا يملك القدرة على تكويم السحب الممطرة. من جهته، رفض حسين القحطاني المتحدث باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة اتهامات الدكتور عشقي وقال: لدينا 5 خبراء يحملون شهادة الدكتوراه من أكبر الجامعات العالمية في تخصص الأرصاد ولديهم أجهزة لا تتوافر في أغلب الدول العربية المجاورة. وأضاف: استغرب حديث عشقي في هذا التوقيت تحديدا، ولو تجاوزنا عدم تخصصه في الأرصاد فكيف نبرر جهله بالامكانات الكبيرة التي نملكها في الرئاسة حيث نملك ما يقارب 14 رادارا في مختلف مناطق المملكة، بالاضافة الى 40 محطة أتوماتيكية في منطقة مكةالمكرمة تعمل بشكل متواصل لرصد المناخ. وعن سبب عدم هطول المطر قال: كانت التوقعات تشير لهطوله على الساحل الغربي من جدة وحتى أملج وتحققت أغلب التوقعات من خلال الأمطار على ينبع ورابغ باستثناء جدة التي قد تكون تأثرت بالرياح الجنوبية الشديدة التي هبت صباح أمس. ونفى القحطاني ما تردد في المنتديات من تدخل لتفكيك السحب خوفا من المطر وقال: هذا كلام غير منطقي لعدة أسباب اهمها أن قدرة الله لا يمكن تغييرها، ثم إن المملكة تحتاج أي قطرة مطر ولو كان هناك أي برنامج للتفكيك لاستفادت منه أمريكا قبل أن يهجم عليها إعصار ساندي ويكلفها مئات الملايين من الدولارات.