مع أنه لا يمكن التقليل من حجم وأهمية البطولة الآسيوية التي خسرها فريق الأهلي السعودي، وآلت لمنافسه على نهائي هذه البطولة فريق أولسان الكوري، بعد فوزه على أرضه وبين جماهيره بثلاثة أهداف دون مقابل، في اللقاء الذي جمعهما يوم السبت 25 الحجة 1433 هجرية. إلا أنه أيضا لا يمكن بأي حال من الأحوال التقليل من حجم ونوعية ومستوى الركائز التي يختص بها نادي الأهلي بشكل عام، وفريق كرة القدم على وجه الخصوص والتي من خلالها بعد توفيق الله، يمتلك استعادة الفريق لما كان عليه من وهج وروح وتألق، وعدم الاستهانة بأي جزئية من لبنات المجد والشموخ في حصن الأهلي المنيع. فالفريق ظل يبذل من التضحيات والبراهين ما مكنه بكل اقتدار وإبهار من تجسيد هوية الفريق البطل والمعزز بكل المقومات وأجودها ميدانيا وفنيا وإشرافيا وقياديا، والموجه ب «قاموس» الحكمة والرؤى والروية، والإثراء والإيثار من عاشق الصدق، وصادق العشق، مما كفل لهذا الكيان من الثوابت والثبات، والإمكانات والتمكن والعمل العقلاني الممنهج، ما يستعصي توفره بنفس المستوى في أي ناد آخر من أنديتنا الرياضية، وهذا ما يتجلى أثره الإيجابي من خلال تحليق الفريق في سماء المنافسات المحلية. وجعل مدرجاته تضيق بجماهيره الغفيرة والمتجددة في طرائق وأساليب تشجيعها ومؤازرتها وعشقها لفريقها بشغف. وهذا أيضا ما مكن الفريق من مواصلة توهجه بنفس الروح والقوة والإصرار، على أكثر من اتجاه ومنافسة، فعزز إنجازاته على مستوى أكبر المنافسات المحلية، باجتيازه لكل مراحل الرحلة إلى النهائي الآسيوي. وعندما ذهب لخوض المباراة النهائية في كوريا ضاعف من هاجس وثقل المسؤولية في أنفس اللاعبين تعاظم التطلعات نحو حلم تتعطش لبارقته كل مساحة في خارطة كرة القدم السعودية التي أصابها الجدب، وكرس من ثقل هذه المسؤولية المركبة وتبعاتها، ذلك الالتفاف المكثف من الرعاية والاهتمام وتضافر الجهود لتهيئة الفريق ورفع روحه المعنوية.. ومثل هذه الأمور أشبه ما تكون بسلاح ذي حدين. وما من أدنى شك كل ذلك التفاعل وفعالياته طوال الأيام التي سبقت المباراة، كان مرصودا من مسؤولي الفريق الكوري، وتم توظيفه بشكل أو آخر كورقة من بين الأوراق التي لعب عليها مدرب الفريق الكوري «كيم هوجون» مستغلا هذه الورقة (تعاظم المسؤولية وتضخم درجة الاهتمام وأثره السلبي في نفسية لاعبينا)، يؤكد على هذا تلك الحالة من الذهول التي كان عليها لاعبونا بحال مغاير، وغير مسبوق من جل نجوم فريق الأهلي إلى جانب تمكن المدرب الكوري من المباغتة المبكرة، وقطع الإمدادات بين الخطوط الثلاثة لفريق الأهلي. وبرغم ما حدث ستظل ركائز الأهلي النوعية والراسخة حصنا منيعا من أي تبعات سلبية، وخير دليل على بعض ركائز الأهلي الاستثنائية، ذلك الاستقبال الكبير للفريق عند عودته، وفي مقدمة المستقبلين صادق العشق، وعاشق الصدق صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز ... والله من وراء القصد. تأمل: أعظم النتائج قد تتوقف على أتفه الأمور. فاكس 6923348