هل تدني الاهتمام بالقراءة يعود لانشغالات الناس وانغماسهم في حياتهم اليومية والمعيشية أم أن قنوات الاتصال والتواصل الجديدة من «نت» و«تويتر» ثم الفضائيات وما تشكله سلطة الصورة من حضور قوي ومؤثر بحيث تحولت إلى ثقافة برمجت أذهان الناس وجعلتهم أسرى هذه الثقافة الفضائية التي الكثير منها يخلو من المعرفة، أم الاهتمام بالرياضة بعامة وكرة القدم بخاصة؟. هذه الأسئلة أطرحها نتيجة لحالة السجال التي تقول بأن هناك تدنيا في مستوى القراءة لدى أكثرية الناس ولا تحتل القراءة موقعا عند شرائح كثيرة من المجتمع. الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها يقتضي معه وضع دراسات علمية استقصائية وميدانية تقرأ مستويات الاهتمام بالقراءة ومدى حضور الكتاب في حياة وتفكير المجتمع السعودي، ويقتضي كذلك فهم ومعرفة القضايا والمسائل الفكرية والثقافية والمعرفية التي تحظى باهتمام المجتمع. هذه الدراسات الاستقصائية والعلمية التي تدرس اتجاهات الرأي في المجتمع وكيف يفكر هذا المجتمع وتدرس بالتالي الاهتمامات الأولى لدى المواطنين والتي ينبغي أن تأخذ بقيمة الزمن في حياة أفراد المجتمع واحترامهم لهذه القيمة ومدى انعكاس هذه القيمة على حياتهم الاجتماعية والأسرية والمعيشية وكذلك القيمة الكبرى للتعليم والمعرفة المضافة لقيمة الزمن ذلك أننا مجتمع استهلاكي بامتياز في شراء أي شيء. وينبغي أن ندرك أن لدينا قوة شرائية في مقابل غياب القوة العلمية والثقافية والمعرفية، نحن مجتمع نشتري أي شيء دون تفكير ودون دراسة ونحن نهدر الوقت في مشاهدة الفضائيات دون البحث عن العميق في المعرفة والعلم ونحن نرتهن إلى ثقافة الصورة أكثر مما نبحث عن الحقيقة والوعي الحقيقي، نحن مجتمع فيه الداعية يحمل رمزية كبيرة أكثر من المفكر والمثقف وأستاد الجامعة والمخترع. نحن مجتمع لاعب الكرة فيه والفنان الرديء هو النموذج، لذلك كل ما قلته أنآنفا أربطه بمستوى الثقافة والقراءة في المجتمع، ذلك أن كل ما ارتفع سقف الوعي لدى الناس ارتفعت اهتماماتهم وصارت القضايا التي يناقشونها هي القضايا الكبرى دون تهميش المجالات الأخرى. هل نحن مجتمع لا يقرأ، وماذا يقرأ، ولمن ؟.. هذا هو السؤال. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة [email protected]