لا يمكن لنا أن نتحدث عن واقع حقيقي لموقع الكتاب في المشهد السعودي العام ومستويات القراءة في هذا المشهد المجتمع، ما لم تكن هناك دراسة علمية استقصائية تستقرئ وتستشرف واقع الكتاب ومستويات القراءة في المجتمع، رغم أن هناك القوة الشرائية الواضحة التي نراها في معارض الكتب خاصة في معرض الكتاب في الرياض وقبل ذلك في معرض الكتاب في جدة، ومن هنا يبرز هذا السؤال: ما هي نوعية القراءة وما هي الكتب التي يتجه لقراءتها الناس، هل هي كتب الفكر والفلسفة والسياسة والثقافة العميقة أم هي كتب الطبخ والسحر والشعوذة التي تتناول القضايا الصغيرة والهامشية على المستوى الخطابي الديني والأدبي والثقافي. ذلك أن هناك اليوم اتجاهات مختلفة في المجتمع السعودي ثمة قارئ يبحث عن الجاد في المعرفة وثمة قارئ يبحث عن الثقافة الخفيفة والسريعة التي تشبه -تماما- الوجبات السريعة وثمة شريحة لا تهتم بالكتاب البتة. غير أن الشريحة الكبرى في المجتمع السعودي تبحث عن الكتب التي تناقش الثقافة اليقينية في الخطاب الديني لا الكتب التي تغوص في الفكر الإنساني والتي تطرح أسئلة كبرى في الكون والحياة والوجود، ومن هنا لا يمكننا أن نؤكد على أن المجتمع السعودي في غالبيته هو مجتمع قارئ ومجتمع يعشق المعرفة ويميل إلى جعل الكتاب جزءا من تفاصيل حياته وركنا أثيرا في منزله. أين موقع الكتاب في حياتنا، بل أين موقع المعرفة والثقافة والأدب في واقعنا ولماذا تتكرس لدينا الثقافة الاستهلاكية بمعناها الواسع والعميق، ولماذا نوصف بالمجتمع الاستهلاكي لكل شيء بدءا من الجوال وانتهاء بالسيارة، إذ إننا نملك المقدرة المالية وليست لدينا القدرة المعرفية لنقول من نحن وكيف نفكر وإلى أين سوف نتجه. ما أتمناه أن تخرج دراسة تقرأ وتعالج برؤية علمية مستويات القراءة في المجتمع السعودي، وما هي أبرز الاهتمامات لدى القارئ في بلادنا وكذلك الأولويات التي تتصدر الذهنية الاجتماعية بوصفها ذهنية تعرف ما نريد وتريد أن تعرف. لتكن عقولنا هي بوصلتنا إلى المستقبل. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة