في الدول المتقدمة هناك مراكز علمية للدراسات والأبحاث مهمتها رصد وقراءة مسار أنماط التفكير في المجتمع والتحولات التي تحدد ما هي الأولويات التي تشكل أذهان المجتمع وعلى ضوء ذلك يمكن فهم الذهنية السائدة كيف تفكر وكيف تنظر إلى الأشياء والحياة وأبرز ملامح الواقع. تأسيساً على ذلك أتساءل هنا.. باستثناء مركز «أسبار» لماذا تغيب مراكز الرأي ولماذا يظل دور الجامعة فقط هو تخريج الطلبة والطالبات دون التوغل والدخول في دراسة الواقع الاجتماعي. ذلك أن المعرفة حالة شمولية ليست مقصورة ومحصورة في حقول ومجالات معينة وفي قضايا ومسائل بعينها ذلك أن الوعي هو في عمقه وشموليته هو تعبير عن ثقافة مجتمع ووجود مراكز وأبحاث ودراسات ثم وجود مراكز تقوم بترجمة العلوم الأخرى إلى اللغة العربية وكذلك الإبداع العالمي من رواية وشعر ومسرح وغيرها دليل على حيوية الواقع الثقافي والعلمي وحيوية الإنسان المحرك لهذا الواقع من هنا ينبغي القول إن الحياة الثقافية والفكرية والعلمية في بلادنا تفتقر وتفتقد وجود بيئة معرفية كاملة وشاملة وليس مجرد كتابة لقصيدة أو قصة أو رواية أو مقال وغير ذلك إذ لابد من خلق مناخ ثقافي ومعرفي وفكر عام وذلك من أجل صياغة ما يسمى بمجتمع المعرفة ولن يتأتى ذلك إلا بوجود جامعات تقوم بدورها التنويري والحضاري ووجود مراكز أبحاث ورأي.. ومراكز للترجمة ومن هنا تتأسس البيئة العلمية والمعرفية داخل المجتمع وهو ما يجعلنا هنا في الداخل لا نعيش حالة ثقافية كاملة وشاملة ذلك أن المشهد الثقافي والمعرفي لدينا مشهد ناقص إذ لا توجد بيئة علمية بالمعنى الحقيقي لهذه البيئة ولا توجد حركة فكرية تطرح القضايا الجادة والأسئلة الملحة والمفصلية. إن وجود مراكز قياس الرأي في المجتمع دليل على تنامي حركة الوعي بأهمية قراءة ودراسة أنماط التفكير في المجتمع وأبرز القضايا والمسائل التي تشغل الرأي العام وتحدد إلى أين نحن ذاهبون إلى الوراء أم إلى المستقبل هل نملك المعرفة الحقيقية بأنفسنا ومن نحن هذا هو السؤال؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة