بعد أن انتهى حديث الناس عن الفوضى التي حدثت في المطار عند استقبال الفريق الارجنتيني، انتقلوا إلى الحديث عن نتيجة المباراة التي أقيمت بين منتخبنا والفريق الضيف وكانت نتيجتها تعادل الفريقين بأصفار لكل منهما. كان المتوقع أن يحمد الناس للمنتخب أنه حصل على هذه النتيجة، فأن يتعادل المنتخب مع فريق عالمي له شهرته ومكانته هي نتيجة مرضية وباعثة على التفاؤل، كانت هذه وجهة نظري، لكن محدثتي لم يعجبها قولي، فطالعتني منكرة وقالت: «صدقت إنهم تعادلوا!! معقول إن مسي ما يقدر يجيب أهداف؟ مستحيل، أصلا الفريق الأرجنتيني تعمد يتساهل في اللعب لأنه استحى يهزم فريقنا بعد أن رأى الحفاوة البالغة والتكريم». أعترف لكم هنا أني لست من المهتمين بالكرة ولا أشاهد المباريات ولذلك لا أصلح لتقييم اللعب واللاعبين، لكني مع ذلك لا يبلغ الأمر عندي أن أصدق مثل هذا القول، ولست أرى فيه سوى انعكاس لتأصل فقد الثقة في فرقنا المحلية في صدور البعض إلى حد بلغ درجة عدم التصديق أن منتخبنا يمكن له أن يصمد أمام فريق الارجنتين وأن يتعادل معه، وهذا مثال يبين كيف أن الثقة متى فقدت يعسر استعادتها!! وفي مقابل ذلك هو أيضا يعكس الثقة المفرطة في الفرق المتميزة المشهورة وصعوبة الاعتراف بفشلها متى وقعت في الفشل أو البحث عن أعذار لها لتبرير الفشل، وما يبدو هو أن الثقة متى بنيت تأخذ زمنا قبل أن تنهار تماما كما أنها متى فقدت تأخذ زمنا قبل أن تستعاد. هذا الرأي حول تعادل الفريقين ذكرني بكلام قرأته قبل سنوات لأحد الرموز الثقافية في بلادنا، حين أبدى امتعاضه في مقابلة صحفية معه من عمل المرأة في السياسة بحجة أن النساء لا يصلحن لهذا العمل الذي يحتاج إلى ذكاء وحنكة وعقل وبعد عن التأثر بالعواطف مما تفتقر إليه النساء من وجهة نظره، وأن المرأة لرقتها وفرط عاطفتها لابد أن تفشل فيم لو أسند إليها هذا العمل، ولما رد عليه الصحفي الذي كان يجري المقابلة معه بأن هناك نساء غربيات يعملن حاليا بالسياسة وأنهن ناجحات، كان رده: «هل تصدق أنهن هن اللاتي يدرن السياسة في بلادهن؟! إنهن مجرد واجهة والذين يديرون السياسة هم الرجال ولكن من وراء ستار». هذا الإنكار لنجاح المرأة في العمل السياسي رغم إثبات الواقع له، شبيه بإنكار (التعادل ما بين المنتخب والارجنتين) هو يعكس فقد الثقة في قدرات المرأة بعد أن قضت تاريخا طويلا لا يعرف عنها سوى الجهل والضعف النفسي والاستخذاء، فصار عسيرا على البعض أن يصدق أن المرأة بإمكانها أن تقود الدولة بنجاح كما فعلت جولدا مائير أو مارجريت تاتشر أو انديرا غاندي أو غيرهن. فاكس: 4555382-1 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة