يا سلام على الإبداع.. كلما قلت إن الفن هبط إلى أقصى درجة ممكنة جاء من يحمل الراية كي يهبط به أكثر وأكثر، كثيرا ما طربت لحسين الجسمي.. كان خفيفا على القلب في كل ألوانه، غنى بمختلف اللهجات فأبدع.. قبل أن يتحفنا بأغنيته الجديدة: (حبيبي برشلوني يموت ببرشلونه.. وأنا مدريدي لكن بأغير لعيونه)، طبعا الأغنية (ضاربه) لأن الناس (ضاربه) والوضع العام (ضارب)، ولكن الشيء الذي حيرني فعلا: ما دام الجسمي قد قرر الهبوط على طريقة المغامر النمساوي فيلكس مخترقا حاجز الصوت الجميل فلماذا لم يحاول على الأقل إضافة ثلاث أو أربع جمل لتكريس الهبوط؟!.. فالأغنية من أولها إلى آخرها: (حبيبي برشلوني ويموت ببرشلونه)!. طبعا لأن الجسمي (خوش فنان) سنحاول أن ندبر له أي حيلة نقدية ونقول إن كلمات الأغنية حاولت نقل صراع الدوري الأسباني الذي يتابعه شبابنا بشغف وإسقاطها على قصة حب بسيطة (في الواقع هو سقوط وليس إسقاطا)، وقصة الحب هذه تتلخص في عاشق ولاؤه الكروي ضعيف حيث يبيع أم ريال مدريد من أجل حبيبته البرشلونية المتعصبة، ولكن حتى هذه (التصريفة) النقدية لا تبدو قابلة للهضم لأن العاشق هنا رجل شرقي والمنتظر منه أن (يمدردها) أو في أضعف الأحوال يمنعها من فرض (برشلونيتها) عليه!.. صح يا رجال؟!. ** بكت طفلة أمريكية في الرابعة من عمرها بعد شعورها بالملل من برنامج إذاعي حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية، دموع فتاة ال(برونكوباما) ملأت العالم أجمع، اعتذرت المحطة الإذاعية للطفلة وقال مقدم البرنامج في رسالة موجهة لها إنه لم يبق على الانتخابات سوى أيام قليلة، ثمة ملايين الأطفال في مختلف أنحاء العالم يبكون يوميا لأسباب أكثر قسوة.. وسيبكون أكثر وأكثر بعد أن تنتهي المعركة الرئاسية المملة حيث سيستلم الفائز خرائط مليئة بالاضطرابات فيزيدها اضطرابا بينما تستمتع فتاة (البرونكوباما) ببرامج إذاعية مسلية! ** كم كان بودي أن أنشر رسالة الأخت سارة الحاج كاملة لولا ضيق المساحة، عموما سوف أكتفي بالسطرين الأول والأخير من هذه الرسالة الرائعة، في السطر الأول تقول سارة: (الصراحة حابه أفضفض لك وأخفف على قلبي، دائما نسمع شكوى من الشباب وأخلاقهم وتصرفاتهم وكأن الشباب كائن طفيلي ينشطر ذاتيا ويتكاثر في المجتمع!.. ليش ينسون أن الشباب اللي مو عاجبينهم هم ثمرة البذرة التي زرعها كل خمسيني ينتقدهم اليوم؟).. وفي السطر الأخير تقول: (نفسي ينتبهون الناس لتربية الأطفال اليوم عشان ما يجون شباب اليوم بعد عشرين سنة ويكرروا نفس الشكوى من الشباب.. وساعتها تكون الشعوب وصلت للمريخ وإحنا لسه نطبطب على البطيخ)! ** أي حوار مع الآخر هذا الذي نتطلع إليه إذا كان بيننا من يعبر عن فرحته العارمة بإعصار ساندي؟!.. الأفضل أن نفكر في أشياء قابلة للتحقيق مثل لجنة لإصلاح ذات البين بين الجسمي وحبيبته البرشلونية!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة