استبد التوتر الأمني والسياسي بالساحة اللبنانية أمس، وفي الوقت الذي حذرت قيادة الجيش من أن السلم والأمن الأهلي خط أحمر، ملوحة بتدابير حازمة، ذكرت مصادر أمنية ومستشفيات أن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب العشرات في معارك مسلحة في العاصمة اللبنانية بيروت ومدينة طرابلس الساحلية. على خلفية اغتيال مدير فرع المعلومات اللواء وسام الحسن. وأكدت قيادة الجيش في بيان أصدرته أمس تمسكها بدورها في قمع الإخلال بالأمن، مشيرة إلى أن التطورات التي حصلت في الساعات الأخيرة أثبتت بلا شك أن لبنان يمر بمرحلة خطيرة. من جانبه، أكد وزير الداخلية اللبناني مروان شربل أن القوى الأمنية تعمل على معالجة مسألة قطع الطرقات، مقرا بأن ردات الفعل ما تزال موجودة في الشارع اللبناني. هذه التطورات تأتي في حين تشهد العاصمة بيروت مواجهات بين الجيش اللبناني ومسلحين، في حين أكدت المعارضة تمسكها بموقفها الداعي إلى إسقاط الحكومة التي تتهمها بالصمت عن مقتل قادة لبنانيين على أيدي النظام السوري، وذلك بعد يومين من اغتيال اللواء وسام الحسن مدير فرع المعلومات. يأتي ذلك، فيما يستمر اعتصام لشبان من كل أحزاب قوى 14 آذار (المعارضة) لا يزال قائما قرب السراي منذ السبت. وقد تم نصب خيم في المكان. كما نصبت خيمتا اعتصام على مقربة من منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في طرابلس الليلة الماضية للمطالبة باستقالته. من جهة ثانية، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند القوى السياسية اللبنانية الى «الوحدة والتضامن والمسؤولية» إثر الأحداث الاخيرة التي أعقبت اغتيال وسام الحسن. وقال هولاند في تصريح أدلى به في ختام لقاء مع رئيس الحكومة الإيرلندية أندا كيني إن «فرنسا تقف إلى جانب اللبنانيين وتدعوهم إلى الوحدة والتضامن في مواجهة هذه المحنة، كما تدعوهم أيضا إلى التحلي بالمسؤولية». اللافت وسط كل هذه التطورات، أن «حزب الله» لم يعلق خلال الساعات الماضية على التطورات الأمنية ولا على مطالبة المعارضة للحكومة التي يشكل الحزب مع حلفائه اكثرية فيها، بالاستقالة.