أكد مرجع أمني لبناني أن التحقيقات الأولية أظهرت أن السيارة التي استخدمت في تفجير الأشرفية الذي أودى بحياة اللواء وسام الحسن رئيس فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي اللبناني مسروقة من العام الماضي. وأشار في تصريحات لصحيفة «السفير» اللبنانية إلى أن المحققين في «فرع المعلومات» يعملون على جمع الأدلة لتحليلها واستثمارها ، وثمة خيوط أولية «لكن لن نكشف عنها قبل التأكد من صحتها». وأكد أكثر من مصدر أمني أن الحسن كان متكتماً على وجوده في لبنان حتى للمقربين منه ، إذ كان المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي قد تلقى اتصالاً من الحسن، من رقم خارجي ، صباح اليوم الذي اغتيل فيه ، وأخبر ريفي أنه خارج لبنان ، فيما تبين لاحقاً أن الحسن كان في لبنان قبل يوم واحد. وأشار أكثر من مصدر أمني معني إلى «عدم استبعاد يد الإسرائيلي في الجريمة» ، مذكرين بأن «الراحل تمكن من توقيف أكثر من 25 شبكة تجسس إسرائيلية في لبنان ، وكشف للنظام السوري عن 17 عميلاً إسرائيليا». قال بيان صادر عن قيادة الجيش ان القيادة «تؤكد تمسكها بدورها في قمع الإخلال بالأمن وفي حفظ السلم الأهلي»، مشيرا الى ان «التطورات التي حصلت في الساعات الأخيرة أثبتت بلا شك أن الوطن يمر بلحظات مصيرية حرجة، وان نسبة الاحتقان في بعض المناطق ترتفع إلى مستويات غير مسبوقة». وأكد المرجع الأمني أن الحسن «فعلاً كشف للنظام السوري عن 17 عميلاً إسرائيلياً داخل جيشه النظامي ، لكن حدث ذلك قبل صدور الاستنابات القضائية من جانب السوريين، بحق ريفي والحسن» ، من دون استبعاده «كل الفرضيات والاحتمالات ، فالقاتل محترف ، لكن الخيوط لا تزال أولية». وبينما يحاول ضباط «فرع المعلومات» النهوض من صدمة اغتيال الحسن ، معتبرين فقدانه «فراغا يصعب تعويضه» ، تم تعيين العقيد عماد عثمان رئيساً للفرع. البلاد في أزمة من جانبه , قال الجيش اللبناني امس ان البلاد تمر بوقت حرج بعد اغتيال المسؤول الامني الكبير اللواء وسام الحسن والذي أدى الى احتجاجات عنيفة في شتى أنحاء البلاد. ودعا في بيان كل الزعماء السياسيين لتوخي الحذر عندما يعبرون عن مواقفهم وآرائهم مضيفا أنه سيتخذ اجراءات حاسمة للحيلولة دون وقوع فوضى في المناطق شديدة التوتر. واكدت قيادة الجيش اللبناني في بيان أنها لن تتهاون في حماية الدولة في اللحظات المصيرية الحرجة التي تمر بها. وأضافت إنها تألمت لاغتيال اللواء وسام الحسن وحرصت على «ترك المواطنين يعبرون عن الفجيعة التي ألمت بهم» ، موضحة أن «التطورات التي حصلت في الساعات الأخيرة أثبتت بلا شك أن الوطن يمر بلحظات مصيرية حرجة، وان نسبة الاحتقان في بعض المناطق ترتفع إلى مستويات غير مسبوقة». وناشدت القيادة جميع القوى السياسية توخي الحذر في التعبير عن المواقف والآراء ، وأكدت :»إذ تترك القيادة أمر المعالجات السياسية للسلطة السياسية ولجميع القيادات السياسية على اختلافها ، تؤكد تمسكها بدورها في قمع الإخلال بالأمن وفي حفظ السلم الأهلي». ودعت جميع المواطنين إلى المبادرة إلى إخلاء الشوارع وفتح الطرق التي لا تزال مقطوعة». الأمن خط أحمر وشددت قيادة الجيش على أن «الأمن خط أحمر فعلا لا قولا ، وكذلك استهداف المؤسسات الرسمية والتعدي على حرمة الأملاك العامة». وحذرت من «تدابير حازمة» خاصة في المناطق التي تشهد «احتكاكات طائفية ومذهبية متصاعدة ، وذلك منعا لتحويل لبنان مجددا إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية ولمنع استغلال اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن وتحويله فرصة لاغتيال الوطن بأسره». اشتباكات وفي السياق, أكد وزير الداخلية اللبنانية مروان شربل امس أن طريق المطار آمنة ولا خوف على سلامة العائدين إلى لبنان. يأتي ذلك بينما قال مصدر أمني لبناني إنه سقطت قتيلة وعدة جرحى في الاشتباكات التي دارت في طرابلس بينما قتل شخص بإطلاق نار على الطريق الساحلية جنوببيروت. وقال شربل إن «القوى الأمنية تعمل على معالجة قطع الطرق في العاصمة بيروت التي تشهد بمعظمها حرق إطارات ، مشيرا إلى أن الأمر يحتاج إلى بضع ساعات. وأشار إلى «حصول عمليات كر وفر بين القوى الأمنية والمحتجين، لا سيما على طرق الجهة الجنوبية - الشرقيةلبيروت». وتبادلت القوات اللبنانية ومسلحون اطلاق النيران في الضواحي الجنوبيةلبيروت امس ما أسفر عن اصابة خمسة أشخاص في حين سد محتجون الطرق باطارات مشتعلة. وفي مدينة طرابلس بشمال البلاد ذكرت مصادر أمنية وطبية أن اربعة اشخاص بينهم طفلة في التاسعة من عمرها قتلوا في حين أصيب 12 اخرون في اشتباكات دارت الليلة قبل الماضية . وشهدت طرابلس اشتباكات متكررة بين سنة وعلويين متعاطفين مع طرفي الصراع في سوريا. توتر وتسود لبنان حالة من التوتر الشديد منذ يوم الجمعة بعد أن اغتيل اللواء الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي في تفجير سيارة ملغومة يوم الجمعة. وكان الحسن معارضا للقيادة السورية. واتهم الكثير من الساسة سوريا بأنها وراء اغتياله وحاول محتجون غاضبون اقتحام مقر الحكومة عقب جنازته امس. ويريد زعماء المعارضة بلبنان وأنصارهم استقالة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي قائلين انه مقرب جدا من الرئيس السوري بشار الاسد وحزب الله اللبناني المشارك في حكومة ميقاتي. ووقعت الاشتباكات في بيروت صباح امس على مشارف طريق الجديدة وهي منطقة يغلب على سكانها السنة وتجاور ضواحي شيعية بجنوب العاصمة. وكان سكان قد ذكروا في وقت سابق أن اطلاق نيران كثيف اندلع اثناء الليلة قبل الماضية في طريق الجديدة بين أفراد مسلحين بالبنادق والقذائف الصاروخية. وانتشرت قوات الجيش والشرطة بكثافة امس عند التقاطعات والمباني الحكومية في بيروت. وحث زعماء المعارضة أنصارهم على تفادي المزيد من اعمال العنف. وقال رئيس الوزراء السابق سعد الحريري الليلة قبل الماضية عبر تلفزيون المستقبل: الحكومة يجب ان تسقط ولكن هذا يجب ان يحدث بطريقة سلمية وانا اطالب كل المناصرين وكل الموجودين في الطرقات الان ان ينسحبوا.