سار المئات من المشيعين الغاضبين إلى المقر الحكومي في بيروت للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي مما أدى إلى وقوع مواجهات مع القوى الأمنية التي أطلقت قنابل الغاز على المتظاهرين. وردد المتظاهرون عبارات «ميقاتي اخرج» في أعقاب تشييع رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن في وسط بيروت. واندلع إطلاق نار كثيف بوسط بيروت أمس بعدما حاول متظاهرون اقتحام مكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وقال رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة أثناء مشاركته في مراسم تشييع جثمان وسام الحسن أمس إن المعارضة اللبنانية ترفض الحوار قبل رحيل حكومة نجيب ميقاتي. وقال السنيورة «أيها اللبنانيون ليكن واضحًا وجليًا وسنقولها بصراحة لا حوار على دم الشهداء ولا حوار على دماء اللبنانيين. هذه الحكومة هي المسؤولة عن جريمة اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن ورفاقه الشهداء ولذا فلترحل إذن هذه الحكومة.» كما رددوا شعارات ضد الرئيس السوري بشار الأسد الذي اتهموه بالضلوع في اغتيال الحسن في انفجار في بيروت يوم الجمعة. وكانت مراسم تشييع جثمان وسام الحسن ضابط المخابرات الذي اغتيل أمس الأول قد جرت بعد ظهر أمس فيما اتهم آلاف المشاركين في الجنازة في وسط بيروت سوريا بالتورط في قتله وطالبوا باستقالة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي. وانتشر أفراد مسلحون من الجيش والشرطة في الوقت الذي تدفق فيه الناس على ساحة الشهداء في وسط بيروت. وحمل الكثيرون راية حزب المستقبل المعارض في حين حمل آخرون الأعلام اللبنانية لكن شوهدت أيضا أعلام المعارضة السورية. وكتب على إحدى اللافتات «ارحل ارحل يا نجيب» في تكرار للشعارات التي استخدمت خلال انتفاضات الربيع العربي. وبعد مراسم تشييع رسمية في مقر قوى الأمن الداخلي في منطقة الأشرفية في بيروت حضره الرئيس ميشال سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي إضافة إلى شخصيات سياسية وأمنية انتقل موكب التشييع إلى وسط بيروت. وقال سليمان في حفل التأبين الرسمي إن الحسن اكتشف العديد من شبكات التجسس المتعاملة مع إسرائيل «ومنع الأذى والفتنة الكبيرة المحضرة عبر ضبط كمية المتفجرات وتوقيف ناقلها». وقال الرئيس سليمان «هذا الاغتيال موجه للدولة اللبنانية المقصود به الدولة اللبنانية لذلك هذه الشهادة تدعونا إلى التكاتف والتعاون على مستوى الشعب اللبناني وعلى مستوى المؤسسات اللبنانية وأعني تحديدًا المؤسسات السياسية والقضائية والأمنية.» وقلد الرئيس سليمان اللواء الحسن وسام الارز الوطني من رتبة الضابط الأكبر وهو أرفع وسام لبناني ودعا إلى تكاتف المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية والقضائية وإلى رفع الغطاء عن المجرمين. وقال «اعملوا على كشف الجرائم. كفى. رفيق الحريري ومن تلاه من شخصيات لبنانية مرموقة... أدعو القضاء إلى الاستعجال بإصدار القرار الاتهامي في ملف قضية ميشال سماحة».