أشعلت تداعيات اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن أمس الاثنين العاصمة اللبنانية بيروت ومدينة طرابلس عاصمة الشمال, حيث احتدمت الاشتباكات بين مسلحين وقوات الجيش اللبناني في المدينتين, في حين بقيت المعارضة على موقفها الداعي لإسقاط الحكومة متهمة إياها بالصمت عن مقتل قادة لبنانيين على أيدي النظام السوري. فبعد قطع طرقات وإشعال إطارات في العديد من طرقات بيروتوطرابلس وغيرهما من المناطق، تطور الأمر إلى اشتباكات في منطقة الطريق الجديدة في بيروت وبعض الشوارع المحيطة، بين مسلحين والجيش اللبناني بدأت ليل الأحد- الاثنين واستمرت متقطعة نهار أمس الاثنين. وفي طرابلس، فاستعر الوضع الأمني بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن مما أدى إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى. وقتل ثلاثة لبنانيين وأصيب 20 آخرون في الاشتباكات التي اندلعت في طرابلس. وتسود لبنان حالة من التوتر الشديد منذ يوم الجمعة بعد أن اغتيل اللواء الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في تفجير سيارة ملغومة يوم الجمعة. وتعهد الجيش اللبناني باتخاذ إجراء حاسم لتهدئة الاضطرابات المرتبطة بالصراع الدائر في سوريا في حين احتدمت الاشتباكات بالعاصمة بيروت وأماكن أخرى أمس عقب اغتيال المسؤول الأمني الكبير اللواء وسام الحسن. وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان إن اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن «آلمها». وعبرت عن حزنها وتضامنها مع عائلته الصغيرة والكبيرة وقيادة قوى الأمن الداخلي. وقالت إنها كانت حريصة منذ اللحظات الأولى لوقوع الجريمة على ترك المواطنين يعبرون عن الفجيعة التي ألمت بهم، والتظاهر وفق ما تقتضيه المناسبة من احترام للحدث الجلل، لكن من دون المساس بالأمن والسلم الأهلي، إلا أن التطورات التي حصلت في الساعات الأخيرة أثبتت بلا شك أن الوطن يمر بلحظات مصيرية حرجة، وأن نسبة الاحتقان في بعض المناطق ترتفع إلى مستويات غير مسبوقة. وناشدت القيادة جميع القوى السياسية توخي الحذر في التعبير عن المواقف والآراء ومحاولات التجييش الشعبي، لأن مصير الوطن على المحك وهي إذ تترك أمر المعالجات السياسية للسلطة السياسية ولجميع القيادات السياسية على اختلافها، تؤكد تمسكها بدورها في قمع الإخلال بالأمن وفي حفظ السلم الأهلي. وشددت قيادة الجيش على أن «الأمن خط أحمر فعلاً لا قولاً، وكذلك استهداف المؤسسات الرسمية والتعدي على حرمة الأملاالعامة والخاصة». وشددت على أنه ستكون لها «تدابير حازمة لاسيما في المناطق التي تشهد احتكاكات طائفية ومذهبية متصاعدة، وذلك منعا لتحويل لبنان مجددا إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية ولمنع استغلال اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن وتحويله فرصة لاغتيال الوطن بأسره». بدوره, نفى تيار المستقبل أن يكون المسلحون ينتمون اليه فيما قالت مصادر إعلامية إن المسلحين سلفيون متشددون خرجوا من مخيمي صبرا وشاتيلا الملاصقين للمنطقة. من جهتهم, أكد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان بعد اجتماعهم أمس مع سليمان، دعمهم للاستقرار واستمرار العمل الحكومي. حسبما ذكر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي في بيان تلاه باسم السفراء. وفي رد غير مباشر على الانطباع السائد بان الدول الغربية غير متحمسة لأي تغيير حكومي في لبنان، أكد سعد الحريري تصميمه على الاستمرار في معركته. وذكر بيان صدر عن مكتبه الإعلامي أن الحريري تلقى اتصالات هاتفية من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذين قدموا له التعازي بالحسن. وقال البيان إن الحريري شدد خلال هذه الاتصالات «على أن الشعب اللبناني يقوم بتحرك مدني ديموقراطي سلمي لإسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي»، وأن قوى 14 آذار «ستبقى مقاطعة للحكومة حتى رحيلها.