في قصة أليس في بلاد العجائب يجيب (توماس كلير) عن تساؤل هام كان يدور في ذهن بطلة روايته بقوله: بدون هدف ستكون حياتكِ كقارب بلا دفة وستنتهي رحلتكِ على صخر الحياة، أشد بعثرة. اتفق معه جدا، فالحياة بدون هدف نحيا لتحقيقه هي حياة مهمشة خالية من الطموح والنجاح. قطار الحياة سريع ولن ينتظر من تأخر عنه مهما كانت ظروفه. فهذه الحياة تمضي قدما لتتغير وتتطور ونحن أين موقعنا من طفرة التغيير تلك ؟!. سؤال مهم ويحتاج لإجابة دقيقة منك أنت. لا تقل لي إجابتك النموذجية المنمقة بالطموحات الرائعة والخاوية من أي فعل ومجهود تقوم به لأجلها، فأنت ستخبرني ما تريدني أن أصدقه، فدع تلك الإجابة لنفسك وأخبر بها ذاتك، لتتحرك وتنهض وتحاول استدراك ما ضاع منك، فالوقت مهما طال وشعرت بأنك تأخرت. قد تكون تلك هي بدايتك فعلا في الوقت الذي تراه متأخرا. لا أستسيغ كلمة «مستحيل، غير ممكن، لا أستطيع» جميعها تحرض على الاكتئاب والإحباط، والحياة معقدة بما يكفي، فلا نزيد فوق الحطام حطاما آخر.. إذا كنت تفعل ما تريده بخطى واثقة، واضحة، ناضجة الفكرة والمضمون. إذن من المفترض أن لا تدع أي من كان يقرر عنك، لأنك أنت المسؤول الوحيد عن نفسك. أنت تحتاج أن تفشل لتنجح، لا توجد قواعد مضمونة ولا خطى محددة فقط اكتشف طريق نجاحك بنفسك، فطريق نجاح صديقك مختلف كثيرا عن طريق نجاحك أنت. نحن نتشارك النجاح بشكل عام لكننا نختلف بطريقة اتباعه، فهذا لا يهم بقدر أن تكون واثقا من قدرتك على اجتياز أي عقبة تحاول أن تجعلك تتعثر فتسقط. عندما تحب ذاتك بعيوبها ومساوئها قبل جمالها وإبداعها أنت هنا تحرض نفسك على التحليق بذاتك عاليا لتصرخ بوجه العالم قائلا: أيتها الحياة أنا هنا لأنجز، لأنجح، لأكون كما أريد، فاستعدي لاستقبالي، قلها بثقة وتحدٍ، سواء كنت ستسقط من السماء سقوطا حرا كما فعل البطل «فيليكس» فقط لتثبت وجودك، أو حتى إن اضطررت بأن تطرق أبواب الكون الموصدة لتثبت ما تريد إثباته، المهم هو ما تنجزه في النهاية لأن إنجازك هو من سيتحدث عنك. «فيليكس» استغرق سنوات عديدة لدراسة القفزة والاستعداد لها كان استعدادا يليق لدخوله التاريخ من أخطر الأبواب وأصعبها، رغم احتمال موته وتبخره في الهواء وهذا كان أمرا واردا وكان يعلم بأنه قد يمكن حدوثه، لكنه أبعد عنه كلمة «فشل، موت، نهاية» في هذه الحياة نكون أو لا نكون.. وجميعنا نتمنى تحقيق ما نريده، لكن بالإصرار وتحدي الذات وتحدي الآخرين سنصل لما نريد حتى وإن استغرقنا في ذلك سنوات طويلة، المهم أن لا نشك بقدراتنا.