ليس سحراً ان يتحول المغامر النمسوي فليكس بوماجنتر الى "بطل تاريخي" على موقع الفايسبوك وشبكات التواصل الاجتماعي. آلاف "الفيديوهات" نشرت على الصفحات، مرفقة بآلاف "اللينكات" تظهره "مخترقاً" الفضاء بهشاشة جسمه. لكن على ما يبدو، أن خبراً "غير سعيد" هبط على المعجبين ب"الشجاع" فليكس. حيث لا زالت الارقام القياسية التي حققها تنتظر اجراءات طويلة قد تستغرق أسابيع عدة قبل المصادقة عليها كأرقام قياسية عالمية. ومن المقرر ان ترسل الأرقام الى اللجنة الاميركية العليا للطيران قبل نقلها الى المستوى العالمي. والارقام التي حققها فليكس هي خرق جدار الصوت من خلال سقوط حر، والقفز من ارتفاع 39045 متراً، وبلوغ سرعة 1341,9 كيلومتراً في الساعة، أي اسرع من الصوت بمرة وربع المرة، والسقوط الحر لمدة 4,20 دقيقة. اذا، مبهجاً كان المشهد. مليئاً بالخوف. حتى الآن وبعد مضي يومين على قفزته التاريخية لا يزال الفرح نفسه يتداوله الناس وبالحماسة عينها، مشاهد تركت للملأ باندهاش، ناهيك عن صور الوكالات، حيث أخذ البعض على عاتقه "وظيفة" صحافية في البث والتعليق الدائم، لإبراز الخبر مشوّقاً ودسماً. شغل فليكس الناس بقفزته "الخطرة"، وتحدى الموت ليكون "أسطورة" مختلفة. وتحولت جمله بعد أن نجح في التماس الأرض بخطوة واثقة الى "حكمة" صار ينظر اليها، مستخدمو التقنيات الحديثة على انها "تجربة العصر التي يمكن التعلم منها" كما علق احدهم على جداره "الفايسبوكي". ليست التكنولوجيا وحدها من ساعدت ابن الثالثة والاربعين على القفز في الهواء "وحيداً" مع عيون الناس المتربصين بشاشات التلفزة، بل شجاعته الفريدة في التأكيد على ان الانسان قادر على تحقيق المستحيل، فحين قرر القفز لم يفكر في شيء سوى "العودة حيّاً". وقال فيليكس فور هبوطه: "حينما تقف على قمة العالم، تشعر بتواضع رهيب، فكيف يكون ذلك العالم الكبير بمثل ذلك الحجم الصغير؟"، وتابع "الشيء الوحيد الذي كنت أريده وأفكر فيه هو العودة للأرض حيّاً. في بعض الأحيان تحتاج لأن تذهب عالياً إلى أقصى حد متاح، حتى تدرك كم أنت صغير". وأكد فليكس: انه كان يحضِّر لتلك القفزة منذ سبع سنوات، و"نجاحي فيها يشعرني بأنّني تخلّصت من حمل كان على عاتقي بلغ وزنه 20 طناً".