• مشكلتي باختصار .. إنني أحسد الآخرين على نجاحاتهم، ولست قادرا على التخلص من هذه المشاعر، وكلما حاولت أن أصبح مثلهم أجد نفسي أفشل في كل خطواتي، فلماذا ينتابني شعور حسد الآخرين؟ عمر جدة يا أخ عمر، عرضنا معاناتك على الباحث الاجتماعي واستشاري أمراض القلب في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة في جدة, فقال: كلنا يريد النجاح في الحياة، ولكن البعض منا يخفق في الوصول إليه لأنه يظن أن النجاح كلمة مستحيلة صعبة المراد، والحقيقة أننا ربما نكون قد أهملنا أسباب النجاح، وأخلدنا إلى الأرض، فزادتنا هوانا على هوان، والنجاح هو طموحك من الحسن إلى الأحسن، فالكمال لله تعالى وحده، وإذا سمعت أحدا يقول لك: «وصلت إلى غايتي في الحياة» فاعلم أنه قد بدأ بالانحدار، وعلى الإنسان السعي نحو النجاح. كن واثقا بالله تعالى أولا ثم بنفسك وتعرف على عيوبك وتيقن أنك لو تخلصت من عيوبك لكنت أكثر قربا من أحلامك، تذكر أخطاءك لتتخلص من عيوبك، وأعلم أن من سعادة المرء اشتغاله بعيوب نفسه عن عيوب غيره. إذا نجحت في أمر، فلا تدع الغرور يتسلل إلى قلبك، وإذا وقعت على الأرض فلا تدع الجهل يوهمك أن الناس قد حفروا لك الحفرة، حاول الوقوف من جديد وافتح عينيك وعقلك كي لا تقع في حفر الأيام ونكبات الليالي، وإذا وقعت فتعلم كي تقف لا كيف تجزع ، وإذا وقفت فتذكر الواقعين على الأرض لتنحني لهم وتساعدهم على الوقوف. اعتبر كل فشل يصادفك إحدى تجارب الحياة التي تسبق كل نجاح وانتصار، فالليل مهما طال فلا بد من بزوغ الفجر. قال أحدهم: النجاح سلالم لاتستطيع أن ترتقيها ويداك في جيبك. يا أخ عمر، إذا اقتربت من قمة الجبل، فلا تدع الغرور يفقدك صوابك، ولا تتوهم أن الذين يقفون عند السفح هم الأقزام ، يقول الله تعالى «ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إِن الله لا يحب كل مختال فخورٍ»، ولقد سئل الحسن البصري عن التواضع فقال: التواضع هو أن تخرج من منزلك ولا تلقى مسلما إلا رأيت له عليك فضلا، تغلب على أنانيتك، ومد يدك لتساعد الواقفين عند السفح للوصول إلى قمة الجبل، وإذا تعثرت قدمك بعد الوصول إلى قمة الجبل فلا تتهم غيرك بأنهم سبب وقوعك، تعرف على أخطائك وعيوبك، حتى إذا وصلت إلى قمة الجبل مرة أخرى عرفت كيف تثبت أقدامك بزيادة عدد الذين يقفون معك عند القمة. لا تفتش عن عيوب الآخرين ولا تجعل لليأس طريقا إلى قلبك، فاليأس يغمض العيون، فلا ترى الأبواب المفتوحة ولا الأيدي الممدودة ،قال تعالى: «قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفورالرحيم».