نسمع عن فنادق وشركات طيران خمسة وسبعة نجوم، وخدمات متعددة النجوم، تزيد أو تنقص؛ لكن أن تصنف خدمات الحج والعمرة كما تصنف الخدمات الأخرى فتلك مشكلة لا يقرها دين، أو عرف. الحج فريضة أجرها عظيم، ومن حج فلم يرفث ولم يفسق رجع نقيا من الذنوب كيوم ولدته أمه، وهو ما يتطلب بذل جهود مضاعفة، وتحمل صعوبات تفوق ما يواجهه المسلم في بقية العبادات، ليحصل بالتالي على أجر يوازي، أو يفوق جهد ومشقة أدائه لمناسك الحج، وذلك لأن الأجر على قدر المشقة. ولا نأتي بجديد عندما نذكر بما تقدمه المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله» من دعم مادي ومعنوي مستمر لخدمة الحجاج والمعتمرين، وتوسعة البيت الحرام والمسجد النبوي الشريف والمشاعر المقدسة، وهو ما أسهم بفضل الله تعالى في تيسير أدائهم لمناسكهم في أجواء من الأمن والإيمان والطمأنينة. وعلى الرغم من أن الحكومة السعودية لا تحصل على مقابل مادي، أو رسوم لقاء أداء الحجاج والمعتمرين لمناسكهم؛ إلا أن بعض أصحاب حملات الحج والعمرة غيروا المعاني السامية لموسم الحج، وذلك عندما حولوه إلى تجارة استغلوا من خلالها حرص الحجاج على أداء الفريضة وكثفوا دعاياتهم وادعاءاتهم بأنهم ليسوا الوحيدين لكنهم الأفضل!. وعرضوا تقديم خدمات ذات خمسة نجوم، اتضح لاحقا بأنها مجرد وعود وهمية أطلقها بعض المواطنين والمقيمين من القائمين على هذه الحملات، وراح ضحيتها كذلك مواطنون ومقيمون وضيوف أجانب لم يجدوا مخيمات تؤويهم، ولا خدمات ضيافة فاخرة كانوا يحلمون بها!. لقد أسهم هؤلاء المحتالون في تشويه الصورة الناصعة لما تموله المملكة والمواطن السعودي بكل فخر من حملات مجانية لحجاج الداخل والخارج، وما تقدمه من خدمات غير مسبوقة لراحة الحجاج والزوار يشهد بها كل منصف، وهو ما يتطلب تفعيل قرارات وزارة الحج بمعاقبتهم وتغريمهم، وحتى التشهير بهم لأن سمعة المملكة ومواطنيها الشرفاء تقتضي ذلك.. كلمة أخيرة: المأكل، والمسكن، والتعليم.. وحتى العبادة لم تسلم من جشع التجار. [email protected]