«الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    إسماعيل رشيد: صوت أصيل يودّع الحياة    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    ألوان الطيف    ضاحية بيروت.. دمار شامل    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    نقاط شائكة تعصف بهدنة إسرائيل وحزب الله    أهمية قواعد البيانات في البحث الأكاديمي والمعلومات المالية    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    تطوير الموظفين.. دور من ؟    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي    قصر بعظام الإبل في حوراء أملج    كلنا يا سيادة الرئيس!    القتال على عدة جبهات    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    صورة العام 2024!    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    وزير الخارجية يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف النار في غزة ولبنان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    الوداد لرعاية الأيتام توقع مذكرة تعاون مع الهيئة العامة للإحصاء    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الأهل والأقارب أولاً    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أئمة المسجد الحرام يطالبون الحجاج بعدم الافتراش والتدافع في الطواف ورمي الجمرات

دعا أئمة وخطباء المسجد الحرام ضيوف الرحمن الى ضرورة الالتزام بالانظمة والهدوء والتأني في اداء مناسك الحج لتحقيق مقاصد الشريعة الاسلام محذرين من التدافع والتزاحم ، الذى قد يؤدى لوقوع ضحايا لاقدر الله ، حفاظا على حياة اخوانهم . واوضحوا في الحلقة الرابعة من ملف (المدينة) (الحج عبادة وسلوك حضاري) أهمية التيسير في الفتاوى ومراعاة احوال المستفتين واستغلال لمنابر ومراكز الدعوة لبيان الخدمات المقدمة للحجاج واهمية الالتزام بالانظمة واحترامها على كافة المستويات مشيرين الى ان الحفاظ على الاخوة والقيام بحقوقها من اظهر الوسائل لصيانة بناء الامة وان فريضة الحج تدعو الى الوحدة والتضامن والحوار والتعاون بين المسلمين جميعا . وطالبوا بتحويل منافع الحج المتعددة على المستوى الشخصى والاجتماعي والانساني الى واقع لتغيير حياتهم نحو الافضل مطالبين بضرورة دراسة اسباب استعجال غالبية الحجاج في النفرة من منى في يوم الثاني عشر من زحمة مما يولّد زحاما قد يضرّ بالبعض من الضعفاء .
ابن حميد للدعاة: راعوا أحوال الحجاج ولاتكلّفوهم بالعسير
أكد الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء وعضو هيئة كبار العلماء وإمام وخطيب المسجد الحرام أن شعار الحج (عبادة وسلوك حضارى) فى منظور الشرع له دلالات ومقاصد كبيرة وعظيمة لأن المقصود من العبادات والطاعات استقامة النفس والمحافظة عليها من الانحراف والاعوجاج، وليس الاستقصاء ولا الإحصاء . وأضاف أن ذلك يقتضى أخذ الناس باليسير من الأمر، لا تجشِّموهم المصاعب، ولا تكلّفوهم عُسراً، أخرج الترمذي بإسناد حسن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((حُرِّم على النار كل هيّنِ ليّن سهل قريب من الناس)). ودعا أهل العلم لملاحظة التيسير في الفتوى، ومراعاة أحوال المستفتين، وإبعادهم عن مواقع الحرج مع ما يلزم من تحري الحق والصواب، يقول سفيان الثوري رحمه الله: «إنما العلم عند الرخصة عن ثِقة، أما التشديد فيحسنه كلُّ أحد»، ويقول إبراهيم النخعي رحمه الله: «إذا تخالجك أمران فظُنّ أحبَّهما إلى الله أيسرَهما»، ويقول الشعبي رحمه الله: «إذا اختلف عليك أمران فإن أيسرهما أقربُهما إلى الله يقول سبحانه: يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ ومن رقى المنابر وتبوّأ صدور المجالس فحسنٌ منه أن يقول برفق، ويعظ بلين، وأن يعين الموعوظين على حسن الظن بربهم. فخير دينكم أيسره، وحين بال الأعرابي في المسجد قال رسول الله لأصحابه رضوان الله عليهم: ((لا تزرموه أي: لا تقطعوا عليه بوله ، إنما بُعثتم ميسّرين))، وأوضح ان على أهل الإسلام أن يسلكوا مسالك الرفق واللين والتيسير في الأمر كلّه، بلا مداهنة ولا مجاملة ولا مجافاة للحق والطريق المستقيم. عليكم بالتيسير في التربية والتعليم والدعوة إلى الله، والرفق بالطلاب والمدعُوِّين، وقال ان الاسلام دعا إلى التراحم، وجعل الرحمة من دلائل كمال الإيمان، فالمسلم يلقى الناس وفي قلبه عطفٌ مدخور، وبرّ مكنون، يوسع لهم، ويخفف عنهم، ويواسيهم، وليس المطلوب قصر الرحمة على من تعرف من قريب أو صديق، ولكنها رحمة عامة تسع العامة كلهم، فإن المؤمن قويَّ الإيمان يتميّز بقلب حيّ مرهف ليّن رحيم، يمدّ يده إلى الملهوف، وينفر من الإيذاء، ويكره الجريمة، فهو مصدر خير وبر وسلام لما حوله ومن حوله.وأضاف ان شريعة الله كلّها يسرٌ وسماحة، وميادين اليسر لا تقع تحت حصر، والتيسير في باب المعاملات والتعاملات من أوسع الأبواب وأهمِّ المطلوبات، وارتباط المسلم ببيت الله وبالقبلة ليس مقصورا على أشهرٍ معلومات ولا محصورًا في أيام معدودات، ولكنه ارتباط دائم ووشائج لا تنقطع. وقال : المسلم يبدأ يومه ويستفتح عمله كما يختم نشاطه بالتوجّه إلي البيت الحرام حين يقف بين يدي ربه قائماً يؤدي الصلوات الخمس موزعةً بانتظام في يومه وليلته، ينتظم مع إخوانه المسلمين حيثما كانت مواقعهم وأينما كانت ديارهم،
وقال: إن تولية الوجوه نحو البيت تقتضي الحضور الدائم لمعاني الولاء والموالاة ومعاني الصلاة والحج وأسرارهما، وكل عبادةٍ مرتبطةٍ باستقبالِ هذا البيت المعظم والعبادات والشعائر لا تؤدى بالنية المجردة ولا بالتوجّه القلبي والروحي وحدهما، ولكنّ هذه العبادات لها صفاتها وهيئاتها من القيام والقعود والركوع والسجود والأقوال والأفعال والإتجاه نحو القبلة، وكذلك الإحرام والطواف والحركة والسعي والدعاء والتلبية والنحر والرمي والحلق والتقصير وهكذا: في كل عبادة حركة وفي كل حركة عبادة، عبادات تجمع بين الماديات والمعنويات ليتأكد الإرتباط بين ظاهر النفس وباطنها.
وقال ابن حميد: إن المسلمين حين يتّجهون إلى القبلة فإنما يتوجّهون نحو التميّز والإختصاص، فالقبلة رمز للوحدة والتوحيد، ورمز لتميّز الشخص المسلم، وحّد الله هذه الأمة في ربّها ونبيّها ودينها وقبلتها، وحّدها على اختلاف أوطانها وأجناسها وألوانها ولغاتها، وحدة قيامها العقيدة والقبلة: عقيدة القلب وقبلة العبادة ونحن أمة وسط في الدين والاعتقاد لا تغلوا في التجرّد الروحي ولا في الارتكاس المادي، ولكنها الفطرة في روحٍ متلبسة بجسد وجسد تتلبس به روح، وتُطلِقُ كل نشاط في تهذيب بلا إفراط ولا تفريط، قصد وتناسق واعتدال.
الشريم: الرسول نهى عن التزاحم وحجّ مرة واحدة
قال الشيخ الدكتور سعود بن إبرهيم الشريم عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى وإمام وخطيب المسجد الحرام : إن شعار(الحجّ عبادة وسلوك حضاري) يُعدّ نقطةَ ارتكازٍ في ميدان التجرّد والإيثار والأخوة والمساواة موضحا ان أهل العلم متفقون على أنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يحجَّ إلا مرة واحدة، وهي حجة الوداع المشهورة قبل وفاته بأشهر،غيرَ أنَّ آحادَ هذه الحجّة وصورَها كانت وما زالت منهلاً للاعتبار ومنبَعاً للادّكار ومرتعاً خصباً لجمع الأوابِد فيها ولقط النِّثار، وقال: ان الرأفة والرحمةُ والحرص على راحة الغير وسلامته من الأذى أمرٌ منشود بين أهل الإسلام على وجه التأكيد، ولربما ازداد هذا التأكيدُ بوضوح إذا كان الالتقاء الأخوي يسوده جوٌّ من أجواء العبادات الروحية، وفي حجّة النبي (صلى الله عليه وسلم) يُسمع التوجيه المبارك من النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى الفاروق رضي الله عنه حينما وجّهه لتقبيل الحجر الأسود، ونهاه أن يزاحم الناسَ، فإن وجد فرجة وإلا فليستقبلْه ويكبّر ولا يزاحم كما روى ذلك الطبراني وغيره ، وفي هذا الموقفِ يتجلَّى حرص النبي (صلى الله عليه وسلم) ودعوتُه لعموم المؤمنين بالتخلّق باللين والرحمة والرأفة والرفق، وأن لا يكونوا سبباً في الإيذاء أو المزاحمة أو التنغيص لأجواءِ العبادة التي لا تكتمل إلا بالطمأنينة والصفاء والبُعد عن كل ما من شأنه تكديرُها وتشويشها. وأكد الشريم أن تحصيل الأجر في النسك لا يبلغ الكمالَ إلا بالرفق واللين؛ لأن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، كما صحّ بذلكم الخبر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) . وقال الشريم إنَّ الهدوءَ والطمأنينةَ والتأنيَ والسكينة وعدمَ الاستعجال هو الشعور الإيجابيّ المربّي، والطريقة المباركة لكلّ نجاح أمثل. اما العجلةُ فهي داء المجتمعات، وهي الألغام الموقوتة التي لا تثمِر إلا الأشلاءَ والدَّمار.
السديس: الاستعجال في النفرة من منى يجب أن يخضع للدراسة
أوضح الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس: إن سمو أمير منطقة مكة المكرمة دائماً يضع الخطط التى تغرس المفاهيم الإسلامية الحضارية فى نفوس الناس مواطنين ووافدين وحجاجا موضحا ان شعار الحج عبادة وسلوك حضاري نابع من ثقافة ذات أبعاد سامية وقد تابعنا تدشين سموه لحملة (لاحج إلا بتصريح) وهذا البرنامج التوعوى المبارك يسير بخطى ثابتة فى عامه الثالث وقد وفق سمو أمير منطقة مكة المكرمة فى وضع الإستراتيجية الهادفة ليحقق برنامج (الحج عبادة وسلوك حضاري) أهدافه وقد تحقق شيئ منها على أرض الواقع وقال السديس: نحن نشدّ ونبارك لسمو أمير منطقة مكة المكرمة هذه الخطوات المباركة ونسأل الله له المزيد من التوفيق والسداد فى خدمة قاصدى وحجاج بيت الله الحرام بتوجيه كريم ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثانى وأضاف السديس: إن من الجدير بالمعالجة ظاهرة استعجال بعض الحجاج بالنفرة من منى في اليوم الثاني عشر، اذ ينتظرون وقت الرمي بعد الزوال، ثم يتدافعون حتى يكاد يقتل بعضهم بعضا، وهذا من الخطأ وقلة البصيرة، رغم ان وقت الرمي واسع داعيا الحج الى التراحم وعدم التزاحم. واضاف أن مناسبة الحج لبيت الله الحرام فريضة تؤكد على جوانب عظمة الإسلام، وسماحة الشريعة، وعراقة هذه الحضارة، ورعايتها لحقوق الإنسان أكمل رعاية، وبراءتها من كلّ ما توصَم به عبر الحملات الإعلامية المغرضة بالعنف والإرهاب، واضاف: إنها فريضة تدعو إلى الوحدة والتضامن، والحوار والتعاون، وقد تبيّن ان هذا الدين سبق ما يقال عنه العولمة التى تسعى الى الاساءة الى حضارات الاخرين في احيان كثيرة .
خياط يدعو الحجاج إلى تحويل منافع الحج إلى واقع على الأرض
وقال الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط إمام وخطيب المسجد الحرام: إن منافع الحج فرصة كبرى لا يصح إسقاطها من الحسبان ولا أن تُغمَض عنها الأجفان، واضاف: لئن كثرت التجمعات وتعددت الملتقيات فإنها جميعًا مهما بلغت في سمو الأهداف ورفعة الغايات لن تبلغ هدف هذا الاجتماع الشامل، المترابط المتضامن في أهدافه وآماله وآلامه، إنه اجتماع الحج إلى بيت الله في بلد الله الأمين موطن المقدسات ومتنزَّل الرحمات، ذلك البلد الذي حرمه الله، وحمى حماه، وأضفى عليه رداء الأمن الشامل، واوضح ان شهود المنافع من أظهر أهداف الحج ومقاصده وهي تسمو عن العدّ، لكنها مجتمعة على مقصود واحد، هو تحقيق صلاح أمر الدين والدنيا، والترقي بالأمة المسلمة في مدارج الكمالات، وإن التضامن والعمل على وحده الصف والشدَّ على الروابط وتجديد ما اندرس وتقوية ما وهن وجبْر ما انكسر من أعظم هذه المنافع شأنًا، وأرفعها منزلة، وأسماها مقامًا؛ إذ هو سعيٌ للحفاظ على الأخوة التي أعلى سبحانه مقامها، وبارك فيها، وقال: إن الحفاظ على هذه الأخوة والقيام بحقوقها من أظهر الوسائل لصيانة بناء الأمة الواحدة، حتى يقف شامخًا أمام عوادي الدهر ومعاول الهدم، ولتحقيق العزّ والتمكين، والخلافة في الأرض، . ورأى انه من هذا المنطلق كان لزامًا على حجاج بيت الله حين يفدون لقضاء مناسكهم أن تتسع أنظارهم وترتقي أفهامهم إلى إدراك منافع الحج، وتحويلها من معارف مبثوثة في السطور وأمانٍ تعتلج بها الصدور إلى واقع حي يبقى أثره.
وما كان لمسلم بعد أن لبّى نداء الرحمن على لسان خليله أن يلبي نداء الشيطان الداعي إلى الفرقة والاختلاف بين أبناء الأمة الواحدة، وليس لمسلم أن يتخذ شعارًا غير شعار الإيمان الذي أعلنه في منازل الرحمة والغفران، وعند حجّه البيت وأدائه النسك، حتى لا يكون كمن نكص على عقبيه، ونكث بما عاهد الله عليه.
مسؤولون ودعاة: الالتزام بالنظام وتصريح الحج خريطة طريق لنجاح الموسم
دعا مسؤولون ودعاة لتكثيف الجهود التوعوية؛ لترجمة شعار الحج عبادة وسلوك حضاري على أرض الواقع، من خلال الاهتمام بمقاصد الحج الكبري. وقالوا إن شعار الحج عبادة وسلوك، له قيمته ودلالاته الكبيرة؛ لأن العبد محاسب على سلوكه كله موضحين، أنه عندما يكون الإنسان في عبادة فإنه يؤمر فيها بتحقيق الإخلاص لله والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يكون على خلق وأدب إسلامي. وأكدوا أن الارتقاء بالسلوك خلال أداء مناسك الحج من الأمور المهمة التي ينبغى أن تُرسخ في ذهن من يؤدون الشعيرة ومقدمي الخدمة من خلال الحرص على عدم التدافع والرأفة بالكبير والصغير خاصة عند الطواف والسعي ورمي الجمرات وكذلك التوعية بأهمية التعامل الحسن مع المرافق التي وضعت لخدمة الحجاج وعدم إساءة استعمالها. واكدوا أن التوعية الجيدة وعدم استعجال الحجاج في اداء النسك صمام امان لنجاح الموسم مشيرين إلى اهمية أن تواكب الخطط التوعوية الحجاج في جميع مواقعهم. واشاروا إلى أن الحملة لا تهدف إلى التضييق على الحجاج بل إلى تنظيم الحج والحد من المخالفات التي تؤثر في اداء المناسك ومنها عدم الالتزام بالتصريح والافتراش وضعف الوعي بالنظافة والتسلل إلى المشاعر بالسيارات الصغيرة.
الخزيم: لا للتدافع.. ونعم للابتسامة
قال الدكتور محمد بن ناصر الخزيم نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام أن البرنامج التوعوى (الحج عبادة وسلوك حضارى) (لا حج بلا تصريح) من التنظيمات المميزة بإشراف سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل والمسؤولية تقع على الجميع لترسيخ هذا الشعار وكل يعمل حسب قدرته وطاقته لدعم هذا التوجه المهم لأن التوعية إذا رسخت في ذهن مقدم الخدمة والمستفيد منها نكون بذلك حققنا الكثير من الأهداف، فعلى سبيل المثال من المهم جدًا أن تختفي الكثير من السلوكيات المشاهدة على أرض الواقع مثل عدم الحفاظ على نظافة الشوارع والتدافع عند الطواف والسعى ورمي الجمرات، واضاف: الإسلام دين رحمة وسماحة يأمرنا بأن نلقى إخواننا بوجه طلق، ونحن في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام ننظم سنويًا عددًا من الدورات لمنسوبينا في كيفية التعامل مع الحاج والمعتمر حتى يكون التعامل بالرفق والابتسامة وعدم التردد في تقديم أي خدمة يحتاجها الحاج والمعتمر وبفضل الله أستطيع القول إن التجربة التي قامت بها الرئاسة في توعية مقدمى الخدمة سواءً في الأبواب أوالساحات حققت نتائج إيجابية ودعا الخزيم جميع القادمين إلى مكة المكرمة التقيد بما وجه به ولى الأمر وأحترام الأنظمة والاستفادة من كل ما يبذل من وسائل وترتيبات للحج، ووجه الشكر لإمارة منطقة مكة المكرمة وعلى رأسهم سمو الأمير خالد الفيصل على اهتمامهم بشؤون الحجاج والمعتمرين وجميع القادمين إلى مكة المكرمة .
السديرى: الحج مدرسة للأخلاق الفاضلة
قال الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديرى وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد إن شعار الحج عبادة وسلوك له قيمته ودلالاته الكبيرة داعيًا الجميع إلى تأصيل هذا المبدأ في أنفسهم واستشعار ذلك وأن العبد محاسب على سلوكه كله
واضاف أن لكل عبادة دورها وأهميتها وعطاؤها في البناء الإسلامى وفي ذلك لا تغنى عبادة عن أخرى ولا بد أن تكون رؤية المسلمين لمناسك الحج والعمرة وحكمتها وشعائرها ومنافعها رؤية عبادة لا مجرد استيفاء لأشكال وتكرار لأعمال وحركات مقطوعة الصلة بالأصول العقدية والأخلاقية والسلوكية التي شرعت من أجلها هذه العبادة، واشار إلى أن الإسلام اعتنى بالجانب السلوكي أشد العناية وأولاها اهتماما بالغًا وجعل العبادة والالتزام بها قائدًا إلى السلوك الحسن، ويتضح هذا جليًا في شأن الصلاة وهى الركن الثانى من أركان الإسلام بعد الشهادتين يقول الله تعالى (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) وكذلك في شأن الصوم فالنبي صلى الله عليه وسلم يرشد الصائم إلى لزوم الخلق الحسن في حال صيامه ليكون تدريبًا له وتعويدًا لما بعد الصيام، ففى حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم). وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) ومثله الزكاة فهي من أعظم الوسائل لتزكية النفوس وتنقيتها من الشح والبخل قال تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها). أما الحج والعمرة فهما مدرستان للأخلاق الحسنة والفضائل النبيلة فقد أمر المسلم بالتحلي بالخلق الحسن في حال إحرامه بهذه العبادة وتجنب الجدال والمخاصمة اللذين يقودان عادة إلى سيئ الأخلاق قال تعالى: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج). وقال صلى الله عليه وسلم (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة فقالوا يا نبي الله ما لحج المبرور قال إطعام الطعام وإفشاء السلام) وعند الحاكم بسند عن جابر أيضًا (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بر الحج قال إطعام الطعام وطيب الكلام) ومن خلال ذلك يتبين لنا كيفية تحقيق فضيلة السلوك من خلال شعيرة العبادة .
قاضي: الحملة لتنظيم الحج والحد من السلوكيات السلبية
دعا وكيل وزارة الحج حاتم بن حسن قاضي بعثات الحج والعاملين كافة في تسويق هذه الحملة لمضاعفة الجهود وإظهارها لتحقق المرجو منها موضحًا أن الارتقاء بالسلوك خلال أداء مناسك الحج من الأمور المهمة التي ينبغي أن تُرسخ في ذهن جميع من يؤدون الشعيرة والخدمة. وشدد على اهمية الارتقاء بالسلوكيات في التعامل مع الآخرين مثل الحرص على عدم التدافع والرأفة بالكبير والصغير وبخاصة عند الطواف والسعي ورمي الجمرات وفي كل الأماكن التي يلتقي فيها المسلم بأخيه المسلم، وكذلك التوعية بأهمية التعامل مع المرافق التي وضعت لخدمة الحجاج وعدم إساءة استعمالها مثل: دورات المياه والحرص على الاعتناء بنظافتها قبل استخدامها حتى يجدها أخوه المسلم الذي يأتي من بعده ويستخدمها بطريقة نظيفة وهذا الأمر يحتاج إلى جهود توعوية مكثفة ومستمرة وتبدأ قبل قدوم الحجاج للديار المقدسة،
وقد أوضح سمو الأمير خالد الفيصل في كلمته لدى تدشين حملة الحج عبادة وسلوك حضاري في مرحلتها الثالثة المضامين الكبيرة ليعلق عليها بعد الله سبحانه وتعالى في تحقيق النجاح فيما يتعلق بالالتزام بالأنظمة والتعليمات التي ينبغي مراعاتها لراحة حجاج بيت الله الحرام، ومنع دخول المركبات أقل من(25) راكبًا لمنطقة المشاعر المقدسة، كما تعول الحملة كثيرًا على المواطنين في الالتزام بهذه الأنظمة وعدم إحضار حجاج بدون تصريح. وقال قاضي إن التعليمات شددت وأكدت على المواطنين والمقيمين عدم التعاقد مع أي حملات وهمية لا تحمل رقمًا ساري المفعول من وزارة الحج وأكد وزير الحج أن خدمات حجاج الداخل خصص لها هذا العام خط هاتف مباشرًا على مدار الساعة يتلقى استفسارات المواطنين والمقيمين عن الحملات المرخصة وبالتالي ستضيق الفرص أمام المتحايلين من أصحاب النفوس الضعيفة الذين يقومون بتنظيم الحملات الوهمية، وقال إن حملة (الحج عبادة وسلوك حضاري) هي من صميم الإيمان والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ومن يخالفون الأنظمة يؤذون الحجاج بمضايقتهم في أماكن الحج، ويضيعون بعض الجهود المبذولة وهذه الحملة الإعلامية رسالة لها دلالات عظيمة وليست للتضييق على الراغبين في أداء مناسك الحج لأن التنظيم هو الطريق الوحيد لتقديم أفضل الخدمات لقاصدي وحجاج بيت الله الحرام.
الدفاع المدني: حريصون على توعية الحجاج في كل مكان
قال اللواء عادل زمزمي مدير إدارة الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة إن ادارته تشارك بفاعلية إلى جانب إمارة منطقة مكة المكرمة في تنفيذ حملة الحج عبادة وسلوك حضاري تحت شعار (لا حج إلا بتصريح) وكان لنا دور كبير في التوعية الإعلامية للحجاج في عدة مواقع. كما استطعنا الوصول إلى الحاج منذ تحركه من بلده حتى وصوله للمملكة ثم عودته لوطنه من خلال عدة طرق ووسائل مختلفة جند لها فريق عمل كبير واشار إلى توجيه سمو النائب الثاني وزير الداخلية خلال موسم الحج الماضي بأن يتولى الدفاع المدني مهمة التوعية الإعلامية المرئية والمسموعة نتيجة للازدحام الحاصل في المشاعر المقدسة وفي المسجدالحرام.
الشؤون الإسلامية: نركز على التيسير ورفع الحرج عن الحجاج
أكد مستشار وزير الشؤون الإسلامية لشؤون الحج والعمرة والزيارة ورئيس اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية في الحج الشيخ طلال بن أحمد العقيل حرص الوزارة على تحقيق مقاصد ومضامين شعار الحج عبادة وسلوك حضاري الذي تبناه سمو أمير منطقة مكة المكرمة للعام الثالث على التوالي ولفت إلى حرص الوزير الشيخ صالح آل الشيخ وتوجيهه المتواصل بأهمية التركيز على مفهوم التيسير ورفع الحرج عن الحجاج، موضحًا أن دعاة التوعية في الحج حريصون على الأخذ بهذا المنهج الشرعي الإسلامي المهم لقناعتهم بما يترتب عليه من الخير العظيم الذي ييسر على الحجاج رحلة حجهم. واوضح أن توجيهات الوزير الواضحة نصت على ضرورة استخدام الأفضل والأسرع والأبسط والأيسر والأوثق من البرامج والكلمات والوسائل والنصوص وكلام أهل العلم بما يعزز مفهوم التيسير في الحج ويدعم مسيرة الحج الخالي من التعقيدات المؤدية لشتات الفكر وينتج عن هذا المفهوم المحمود الحج المبرور الخالي من الذنوب والمعاصي وهذا هو الهدف الأول من برامج التوعية وأشار العقيل إلى أن البرامج الدعوية الإعلامية لهذا الموسم سيتم تنفيذها بأساليب جديدة وطرق ووسائل احترافية، وعبر خطة طموحة وشاملة تواكب التطور الملموس في جميع قطاعات وخدمات الدولة ومن ابرز ما طاله قطار التغيير للأفضل طباعة ونشر وتوزيع عدد كبير من المطبوعات المصورة التي تؤكد تقيد جميع الحجاج بنظام التفويج لرمي الجمرات بما يدعم جوانب السلامة الشخصية والبدنية ويمنع التدافع والتزاحم وبخاصة ما يتعلق بالتوجيهات الخاصة بكبار السن والعجزة والنساء والأطفال التي يسرت عليهم الشريعة كل ما يتعلق بالأحكام والواجبات وغير ذلك من التوجيهات والتعليمات ومنها أنظمة المواصلات والمرور والتنظيمات الإدارية والتوجيهات والتعليمات الصحية. وبين العقيل أن برامج الوزارة الإعلامية في موسم هذا العام تركز على استخدام اللوحات الإعلانية الالكترونية في الميادين الرئيسية وفي مكة والمدينة والمشاعر، وعبر أكثر من خمسة ملايين كتاب وفيلم ونشرة وشريط لحجاج الداخل، و13 مليون مصحف وكتاب وشريط لحجاج الخارج باثنين وثلاثين لغة مختلفة.
خطة توعية الحجاج
- ألفا داعية ومترجم وإعلامي وإداري وفني يشاركون في توعية الحجاج.
- الخطة تنفذ على مرحلتين الأولى قبل الحج والثانية اثناء الموسم.
- “8002451000” رقم الهاتف المجاني للرد على استفسارات الحجاج .
- التعاون مع عدد كبير من القنوات الفضائية لبث البرامج التعليمية قبل وصول الحاج.
- تقدم للحاج عند وصوله شريط وثلاثة كتب لشرح مناسك الحج والعمرة والزيارة.
- 150 ألف اتصال تلقاها الهاتف المجاني في موسم الحج الماضي.
- 13 مصحفًا وكتابًا وشريطً سيتم توزيعها خلال الموسم على الحجاج.
برهمين: أدت لتراجع الافتراش ونتطلع إلى دعم الحج النظامي
اعرب الأمين العام لهيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الدكتور سامي برهمين عن امله في استجابة رجال المال والأعمال لنداء سمو أمير منطقة مكة المكرمة الذي طالبهم بدعم برنامج الحج النظامي ودفع تكاليف الحج للفقراء بطريقة نظامية بدلًا من توزيع الأطعمة والمشروبات على المفترشين، وقد تابعنا هذا العام شعار الحملة وهو (لا حج بلا تصريح) وهو له من الدلالات والمضامين ما يستحق التأمل فعلى سبيل المثال منذ سنوات طويلة ونحن نشكو قضية الافتراش وجندت مراكز الأبحاث جهودها لعلاج هذه القضية واليوم نلمس تراجعها بشكل كبير ومنهج سمو أمير منطقة مكة المكرمة في معالجة الظواهر السلبية التي تظهر في الحج من خلال شعار (الحج عبادة وسلوك حضاري) له تأثير أكثر فاعلية ونتمنى أن يعي ويدرك ذلك كل مواطن وكل مقيم لأن الجميع لو طبق هذا الشعار في أنفسهم لما بقيت ظاهرة سلبية، وقال برهمين إن حملة الحج عبادة وسلوك حضاري لها أهمية كبيرة في إيصال مفهوم شعيرة الحج وكيفية الاستفادة من الخدمات العملاقة التي توفرها حكومة خادم الحرمين الشريفين لقاصدي وحجاج بيت الله الحرام، والواجب على كل مواطن ومقيم وحاج أن يعمل جاهدًا لتحقيق النجاح لهذه الحملة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.