ذكرت تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بقصة ليلى والذئب. فبات أكثر الناس لا يكترثون لجملة المواقف التركية التي عادة ما تكون عالية النبرة، لتعود وتتحول إلى صراخ ليس إلا. هذه المواقف التي بدأت برسم الخطوط الحمر للنظام السوري حيث جعلت من أسوار مدينة حماة خطا فاصلا (لا يمكن السكوت بعده)، انعطفت لتجعل المبالغة والإفراط في استخدام القوة سببا للتدخل. فإذا بنظام بشار الأسد الدموي يتجاوز بالفعل ما جرى في حماة صيف 1981 ليحول سورية كلها إلى مدينة حماة جاعلا من المدن والأرياف والقرى مقابر جماعية، ووقوفا على الأطلال للشعب السوري. تذكر بما فعله الصرب والكروات في البلقان بأهل البوسنة الضعفاء المسالمين. المواقف التركية تعكس فكرا براغماتيا دأبت عليه سياسة حزب العدالة والتنمية. إن حدود إجرام النظام الأسدي الدموي في سورية أربك حتى أتباع وأصحاب هذه النظرية. فلا الغرب راغب في إغضاب إسرائيل أهم حلفاء نظام بشار الأسد الدموي ولا تركيا قادرة على لعب دور افتقدته سابقا، ولم تعد معتادة وحتى قادرة عليه. يبقى الأمل معقودا على الواقع العربي السياسي المتصالح مع الشعب، الحامل لهمومه، المتطلع إلى غد أكثر حرية وحيوية لخلق دينامية التغيير، والتصرف بمسؤولية تعيد اتجاه القبلة السياسية إلى قلب العالم العربي علنا نرضاها، وننعم بها في زمن تكالبت علينا فيه الأمم، وغابت عنه العزائم والهمم. إن الشعب السوري يعاني الويلات، والعالم يراقب فقط، ويشاهد مايجري من قتل وتعذيب وتنكيل. إلى متى سيستمر هذا العذاب، وإلى متى ستستمر عنجهية النظام . أسئلة مفتوحة نحتاج الإجابة عليها.