أكد الناطق الرسمي باسم التحالف الوطني السوري وائل الحافظ أن القمة العربية في بغداد فشلت في دعم الشعب السوري، وعلى العرب إعادة تقييم مواقفهم واتخاذ المواقف التي تعمل على إنقاذ وقف المجازر السورية فورا. وأضاف الحافظ في حوار أجرته «عكاظ» أن مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في تركيا نجح في دعم الشعب والمعارضة السورية معا، موضحا أن المعارضة السورية وحدت صفوفها ولكن أمامها الكثير من العمل لإنقاذ الشعب السوري من النظام الدموي الأسدي. وفيما يلي تفاصيل الحوار: • كيف تقيمون نتائج قمة بغداد العربية، خاصة في ما يتعلق بالأزمة السورية؟ • في الواقع، إننا لسنا من المرحبين بقمة بغداد، فبغداد التي تسيل فيها الدماء والتي تحكمها الطائفية، وبغداد التي أبعدت قسرا عن العروبة ويسيطر عليها القرار الإيراني، لم ولن تستطيع أن تحقق شيئا للشعب السوري، ويتجلى ذلك في تصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي قال فيها إن النظام السوري «لن يسقط»، وإن محاولة إسقاط النظام بالقوة ستؤدي إلى «أزمة تراكمية في المنطقة». وهذا التصريح جاء بعد انتهاء قمة بغداد. فبالنسبة لنا كمعارضة سورية كان الأولى أن تعقد القمة العربية في أية دولة غير العراق، التي نحترم شعبها الصامد. وكان من الأولى على حكومة المالكي أن تنفق الأموال على الشعب العراقي بدلا من إنفاقها على إعداد القمة والهدايا على الضيوف، وكان من الأولى أن تعلن بغداد دعمها الكامل للثورة والشعب السوري الذي يقاتل وحيدا مدافعا عن العروبة والإسلام في معركة تجري على الأرض السورية ما بين التيار الذي يدعم النظام الأسدي والذي تقوده إيران وإلى جانبها روسيا والصين ضد الثورة السورية التي لديها الكثير من تعاطف الأخوة العرب الذين نناشدهم أن يترجموا مواقفهم إلى أفعال حتى تزداد الثورة صمودا واختصارا للزمن وحقنا للدماء فتنتصر سريعا لأنها ستنعكس إيجابا على كل العرب وسوف تضع حدا لهذا التدخل الإيراني في الشؤون العربية الداخلية، فالعروبة الآن مهددة. الآن القمة العربية انتهت، ونحن نأمل في مرحلة ما بعد القمة، أن يعيد العرب تقييم مواقفهم وأن يتخذوا موقفا إيجابيا الذي تأمله منهم الثورة السورية بأن يكرسوا لها الجهد الأكبر لمساعدتها وإنقاذها من النظام الدموي الأسدي، وفي الوقت نفسه نحن نشكر الجامعة على جهودها الدبلوماسية ولكن الثورة تحتاج أن تنتصر بوعود العرب وأن ينتصر العرب بآمال الشعب السوري. • هذا يعني أنك ترى أن قمة بغداد فشلت بمواكبة التطورات؟ • قمة بغداد فشلت بامتياز، فماذا فعلت الدبلوماسية العراقية للشعب السوري؟ على ماذا بنت كلامها المنمق والمختار؟ عن ماذا نتحدث في قمة بغداد؟ عن تهديد البارازاني بتقسيم العراق؟ هل نتحدث عن التيار الإيراني الذي يسحق العراق ويسحق كل من يختلف معه؟ كيف يمكن أن نتحدث عن هذا العراق الممزق والانفجارات التي تحيط به في كل مكان، والسيطرة الإيرانية ومقتدى الصدر وجيشه وفيلق الفرس وتدخلاته على الأرض؟ ولكن -بإذن الله- الشعب العربي ما زال موجودا ليتغلب على كل هؤلاء الطغاة المحتلين بانتصار الشعب السوري. • في اعتقادكم، هل نجح مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في تركيا مؤخرا في توحيد الصفوف وانهاء الخلافات؟ • نعم، لقد نجحت المعارضة بتوحيد صفوفها، لكن أمامها الكثير من العمل، مثلا التحالف الوطني السوري لم يشارك بقيادة الحركة الشعبية للتغيير، فنحن في التحالف مصرون على تكريس كل جهدنا لمقارعة النظام والنظام فقط. ولكن يجب أن تتوضح هذه الصورة الناجحة للجميع، بأن هذا المؤتمر الذي عقد برعاية تركيا أراد أن يوحي للعالم أنه وحد المعارضة ليكون الشرط الآخر، المعارضة ليست ذا أهمية قياسا بما يحدث في الداخل. فعندما يزداد سفاح سورية بشار الأسد غلواء وعنجهية وشراسة مستعرة أراقت كل الدماء الزكية في بابا عمرو ليقول أنا هنا كما فعلها قبله شارون في مجزرة صبرا وشاتيلا. هذه الصورة لها دلالات ورمز كبير. إن الثورة السورية لا تكترث للمعارضة إن اجتمعت، فالثورة السورية عندما انطلقت كانت وحيدة لا تدعمها معارضة ولا أية جهة أخرى، والثورة مستمرة ولكننا نناشد العرب أن يمدوا الثورة السورية وأيدي الشعب الأعزل بالسلاح وبكل ما يلزم لحماية نفسه. ونحن نؤيد كلام الأمير سعود الفيصل أنه يجب تسليح المعارضة السورية. • كيف تقرأ موافقة النظام السوري على خطة المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان؟ • في الحقيقية، أن النظام السوري سعيد جدا بخطة كوفي عنان، لأن موافقته هذه ستمنحه المزيد من الوقت، إنها ستمنحه ستة أشهر إضافية تحت عنوان الإمعان في قتل الشعب السوري. وأعتقد أن الدول الخليجية تنبهت لأكاذيب النظام وطالبت بتحديد موعد زمني لتنفيذ مهمة عنان وعدم ترك المهمة مفتوحة حتى لا تسمح للنظام الاستمرار في القتل. إن النظام السوري كاذب وما زال مستمرا بكذبته، بدءا من الأكاذيب والوعود التي قطعها لأمين عام الأممالمتحدة بان كي مون، فكم مرة كذب الأسد باعتراف بان كي مون نفسه، وكذب على الجامعة العربية وكذب عندما قبل بقدوم بعثة المراقبين العرب ولم يقبل بالمبادرة كاملة، فأتى المراقبون ورحلوا وبين زيارة هذا وذاك لم تصدر إلا تمديدات تلو التمديدات بإعطاء المهل الجديدة للنظام، والآن بشار الأسد يكذب على عنان بقوله خطته كما كذب على من كان قبله، وفي كل هذا الوقت سقط آلاف الأبرياء بين أيدي هذا النظام الذي يحاول بكل الطرق أن يسحق الثورة ولم تستطع الأممالمتحدة أن تفرض على النظام قرارا بوقف إطلاق النار والتدمير والقتل والتنكيل، وقد كان باستطاعتهم ولا يزال باستطاعتهم، إلا أنهم لم يقدموا أي شيء حتى للجيش السوري الحر. الشعب السوري جريح وينزف دما طاهرا ويقف وحيدا في هذه المعركة التي يساند فيها الإيرانيون الظالم بشار الأسد واتباعهم الروس والصينيين وكل الأطراف التي تريد شرا بالعروبة. • ما الخيارات البديلة لدى الشعب ومعارضته مع ظهور هذه البرودة الدولية تجاه إسقاط النظام؟ • هناك إصرار من القيادة الصهيونية الحالية على مساعدة النظام بسعيه وإبقائه، بالإضافة إلى التحالف الصهيوني الروسي الصيني مع الإيراني، فهذا التدخل الإيراني والإسرائيلي، وهذا الإصرار إنما هو تدمير للعروبة والإسلام، والشعب السوري يخوض اليوم معركة العرب والمسلمين وحيدا ودون مساعدة أحد. • كيف تقرأ المرحلة المقبلة؟ • نحن نتجه إلى حرب مفتوحة، وسوف يكون الرد في أي مكان تتواجد في العصابات الأسدية على الأرض السورية، نحن نتجه إلى الرد المناسب مع أفعال هذه العصابات، وسنتجه إلى حرب مفتوحة حقيقية السورية، صممنا ولم نزل مصممين بإبعاد سورية عن التدخلات الخارجية وألا تكون سورية أرضا خصبة تتصارع فيها الدول، الحرب الباردة ظهرت وإن بشكل مقنع، نحن لا نريدها في سورية ولكن إن أصر الآخرون على أن يتركوا الشعب السوري وحيدا بينما النظام يلقى مساعدة كل أطراف الشر الذين يريدون تدمير العروبة، فنقول لهم إنهم مخطئون، فقد تتوسع الحرب وقد تمتد لكننا لن نكون حطب هذه الحرب. • كيف تنظرون إلى نتائج مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في تركيا أمس الأول؟ • مؤتمر أصدقاء سوريا نجح في دعم الشعب والثورة وأرسل رسائل مهمة حول ضرورة تسليح المعارضة وأعتقد أن المرحلة القادمة ستكون مهمة جدا، خاصة أن هناك أصواتا داعمة لأصوات الخليجيين بضرورة تسليح المعارضة ونعتقد أن جميع مضامين الكلمات التي ألقيت في إسطنبول كان لها تأثير إيجابي كبير على دعم الثورة والمعارضة.