تشارك المملكة اليوم في احتفالية اليوم العالمي للصحة النفسية تحت شعار (الاكتئاب .. أزمة عالمية). وأوضح مدير عام الصحة النفسية والاجتماعية بوزارة الصحة الدكتور عبدالحميد الحبيب أن هناك خطة لانطلاق المسح الوطني للصحة وضغوط الحياة في العام المقبل، لافتا إلى أن هناك 21 مستشفى و100 عيادة نفسية منتشرة داخل المستشفيات وتقدم خدماتها التشخيصية والعلاجية على يد أطباء استشاريين، مبينا أنه لا توجد إحصائية واضحة للأمراض النفسية في المملكة إلا أن الانطلاقة الفعلية للمسح الوطني للصحة وضغوط الحياة الذي ستنفذه وزارة الصحة بمشاركة قطاعات سوف يساعد في رصد ومعرفة حجم الاضطرابات ومدى انتشارها واتخاذ القرارات المساعدة لذلك. وأشار إلى أن كل شخص من 5 أفراد من المجتمع يشكو من عرض نفسي، وقد يكون هذا العارض بسيطا ولا يستوجب التدخل الطبي والدوائي، موضحا أن علاج الأمراض النفسية يعتمد على أخذ التاريخ المرضي بشكل دقيق والوصول إلى تشخيصه بعد إجراء الفحوص الطبية والنفسية من قبل فريق متعدد التخصصات. وعن الأسباب المؤدية إلى الأمراض النفسية قال: «إن العوامل وراثية وبيئية واقتصادية وضغوطات نفسية مع الاستعداد للإصابة بالمرض النفسي وأحيانا كثيرة يصاب البعض بالأمراض النفسية دون وجود سبب واضح أو محدد». تزايد الاكتئاب من جهته، أكد استشاري الطب النفسي الدكتور محمد شاووش أن الأمراض النفسية المختلفة في تزايد بشكل عام على المستوى العالمي، مبينا أن منظمة الصحة العالمية أوضحت أن مرض الاكتئاب الذي هو محور هذا العام يحتل المرتبة الخامسة من مجمل الأمراض، بينما في عام 2020 يكون الأول بين النساء والخامس بين الرجال والثاني بين الجنسين بعد أمراض القلب. ورأى شاووش أن مرض الاكتئاب في تزايد مستمر في المجتمع السعودي وخصوصا بين النساء، مرجعا أسباب ذلك إلى المشاكل الأسرية والاجتماعية والضغوط الاقتصادية والبطالة والفقر. ونوه شاووش إلى أن هناك 320 مليون مريض بالاكتئاب في العالم، ويشكل أكثر الأمراض كلفة، كما أن معاناة المريض تزداد أكثر إذا كان مصابا بالأمراض الأخرى بجانب الاكتئاب. شاووش خلص إلى القول: «إن الاستثمار في الصحة النفسية ما زال خاطئا وفق مرئيات الصحة العالمية، حيث إن ميزانيات الصحة في العالم لا تغطي سوى 3 % والمستشفيات لا تستقبل سوى 9 % من المرضى، بجانب ضعف البرامج المتعلقة بتعزيز الصحة النفسية، وبالطبع فإن دور التوعية والاهتمام بجانب الصحة النفسية لا يقتصر على الصحة فقط بل يجب مشاركة الإدارات التعليمية والجمعيات وغيرها من القطاعات». وفي سياق متصل، كشف المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق أحمد خوجة أن الاضطرابات النفسية تصيب واحدا من كل أربعة أشخاص في المجتمع الإنساني، علاوة على وجود نحو 500 مليون شخص مصاب بهذه الاضطرابات، مبينا أن دول مجلس التعاون ليست مستثناة من المنظومة الكونية التي يتأثر بها ويتفاعل معها معظم دول العالم، في إشارة إلى أن دول الخليج لم تأخذ الصحة النفسية بالاهتمام الذي تستحقه، معتبرا أن الاحتفاء باليوم العالمي للصحة النفسية يهدف إلى الاهتمام بزيادة الوعي بالاضطرابات النفسية ودورها في تقديم العلاج، وفي خطط الوقاية من أمراض العصر الرئيسية وفي مقدمتها أمراض القلب والسكري. وبين أن المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول الخليج وضع ضمن أجندته استحداث برامج خليجية للرعاية النفسية وذلك ضمن الأولويات والأهداف الاستراتيجية.