أنت «مدخن».. إذن أنت مريض.. وأنت مدخن.. فإذن أنت مصدر بلاء للآخرين.. وأنت مدخن.. إذن أنت سبب إزعاج لكل من يعملون معك.. أو يحيطون بك.. أو فرض عليهم أن يكونوا معك في مكان واحد.. وتحت سقف واحد.. فلماذا تكون سببا في أذية غيرك.. إلى الحد الذي يشعرون فيه بأنك وبال عليهم.. تلك هي حقيقة العلاقة بين من يدخنون ومن لا يدخنون.. وبين من أراد الله لهم الخير.. وبين من جلبوا على أنفسهم نقمة الآخرين.. ونحن كمجتمع .. ونحن كبشر.. لا بد وأن نكون أول الشعوب تخلصا من هذا المرض وتعاونا مع أي جهة في سبيل الحد من تعاطيه.. صحيح أن البعض بلغوا درجة من «الإدمان» تصعب معه معالجة أوضاعهم تلك.. لكن الأكثر صحة هو أن مزاج هؤلاء ليس فوق مصلحة المجتمع.. وعليهم أن يساعدوا أنفسهم على التخلص من «سمومه» القاتلة.. فأنا لا أتخيل أن مجتمعات الغرب وهي المنتجة والمصنعة لهذا الوباء.. تنجح في الحد منه.. وتسعى حثيثا للتخلص منه.. حتى لا تكاد تجد مدخنا واحدا يتعاطاه في أماكن العمل.. أو في الأسواق.. أو المحلات العامة أو المطارات.. أو حتى في دورات المياه.. بينما تجد مكاتبنا.. وأسواقنا.. ومطاراتنا غنية بروائح «الدخان»، وإن المتعاطين له لا يتورعون عن التلذذ بنفث سمومه في وجهك أينما ذهبت وإلى أين اتجهت.. وكأنهم يستمتعون بتعذيبك ونقل مرضهم إليك.. وتعفير وجهك وثيابك بأدخنتهم.. دون مراعاة لحقوق الآخرين عليهم.. ودون احترام للأنظمة الصادرة بمنعهم من تعاطيه في الأماكن العامة والمحظورة.. والسؤال الآن هو : لماذا يحترم الناس في المجتمعات الأخرى الأنظمة والقوانين الصادرة في بلدانهم.. ولا نعيرها نحن بالا.. ولا نمتثل لها؟!. أسأل وأجيب في نفس الوقت.. بأن الأنظمة والقوانين لا أهمية ولا قيمة لها إذا هي لم تقترن بآليات محكمة لمتابعة عملية التنفيذ، وسن العقوبات الكافية والمناسبة والرادعة في آن واحد. *** ضمير مستتر: عندما لا يحترم الناس حقوق بعضهم البعض فإنهم يخسرون جميعا. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]