لماذا يسعى النظام السوري إلى تصدير الأزمة إلى خارج حدود سوريا؟ سؤال تطرحه الأحداث الساخنة بين الجيشين التركي والسوري، على خلفية مقتل خمسة مدنيين في قرية تركية، أمس الأول، جراء إطلاق قذائف من الجانب السوري، ويتضح أن النظام السوري بدأ ينهار في الداخل، بعد أن فشل في المحافظة على تماسك الحلقة القريبة منه، والتي أعلن كثير من القيادات داخلها الانشقاق والانحياز لإرادة الشعب السوري، بعيدا عن تهديدات الأسد. لم تكن حسابات النظام السوري الذي يتداعى من الداخل دقيقة، ولم تكن تقديراته في تصدير الأزمة للخروج من مأزق الداخل مبنية على أسس ورؤية سياسية عميقة، بل إن شرارة الحرب التركية السورية التي أشعلها نظام الأسد تدل على تخبط النظام السوري الذي كان يتوقع موقفا روسيا صينيا ينحاز له بقوة، لكن الموقف الروسي جاء على عكس توقعاته، عندما سارع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس إلى حث سوريا على أن تعلن أن الهجوم الذي وقع على الحدود التركية كان حادثا عارضا لن يتكرر، وهذا ما دفع الحكومة السورية للخروج بعدد من التصريحات العائمة والمرتبكة فيما يخص الحادثة. من الواضح أن النظام السوري يتصرف بشكل متهور؛ نتيجة حالة الغرق والتخبط التي يعيشها، ويتجلى ذلك بإشعاله نار المواجهة المباشرة مع الجيش التركي الذي يتفوق عليه بالعدد والعتاد بحسب عدد من المصادر المتخصصة بالتسلح واللوجستيات، والتي تشير إلى أن الجيش التركي يحتل المرتبة السادسة عالميا بعد الأمريكي والروسي والصيني والهندي والبريطاني، وهذه المقارنة تجسد ارتباك نظام الأسد الذي يحاول إدخال المنطقة في حرب إقليمية، بدأها من لبنان، وحاول توسيع دائرتها في تركيا، دون حسابات عقلانية على الصعيدين السياسي والعسكري.