قال المعارض السوري المستقل فواز تللو، تعليقاً على مقتل القادة العسكريين والأمنيين في دمشق، إن ما جرى أمس هو استمرار لمعركة دمشق التي بدأت منذ أربعة أيام، ورأى أن هذه العملية تأتي ضمن سياق الحرب التي يخوضها الجيش الحر ضد النظام وأركانه، خصوصاً أن القادة الذين قُتِلُوا يتقاسمون المسؤولية عن المجازر التي ارتُكِبَت في سوريا مع رئيسهم بشار الأسد. وأوضح تللو أن دخول الجيش الحر إلى قلب العاصمة شكّل ضربة كبيرة للنظام سيكون لها تأثير كبير على مسار الثورة سواء بَقِيَ الجيش الحر في المناطق التي دخلها أو انسحب منها. وحذر تللو من قصف النظام للمناطق التي دخلها الجيش الحر، مؤكداً أن عملية أمس ستكون لها آثار كبيرة على بنية جيش النظام وستزداد الانشقاقات والانهيارات فيه وستضعُف الثقة بالقيادة العسكرية والسياسية. وتابع «ستجبر العملية أنصار النظام على إعادة حساباتهم حول احتمال سقوط النظام، وهو ما لم يكن في حساباتهم مسبقاً». وأشار تللو إلى أن أنباء وردت فور العملية عن ترك جنود الأسد دباباتهم وأسلحتهم في حي الميدان الذي شهد على مدى الأيام الماضية معارك عنيفة بين الجيش الحر وكتائب الأسد، وأكد تللو أن انشقاقات كبيرة حصلت خلال الأيام الماضية. وأوضح تللو أن معركة دمشق تعني دخول العاصمة بقوة في الثورة، وهو ما سيشكل عبئاً كبيراً على النظام، فهو لن يتحمل خروج دمشق عنه وسيحاول إعادة السيطرة عليها وبأي كلفة ومهما بلغ الثمن، وفي الحالتين سيكون الخاسر لأن دمشق أصبحت في قلب الثورة والمعركة. وحول تداعيات العملية على الموقف الدولي، قال تللو «الأحداث تتسارع في سوريا ودمشق خصوصاً بشكل غير محسوب من قِبَل المجتمع الدولي، وخصوصاً أمريكا وروسيا، والمجتمع الدولي مرتبك منذ بدء معركة دمشق، وهو يسعى إلى ضبط إيقاع التغييرات في سوريا بما يتناسب مع مصالحه ومصالح إسرائيل، ومن خلال المؤسسات الدولية، ويحاول تأمين انتقال سلمي للسلطة والحفاظ على مؤسسات النظام العسكرية والأمنية وبقائها تحت سيطرة الأقلية العلوية في سوريا تجنباً لانهيار النظام بشكل كامل، ومعركة دمشق التي بدأت قبل أربعة أيام فاجأت المجتمع الدولي، كما أن عملية مقتل هؤلاء القادة سيزيد من ارتباك المجتمع الدولي، وخصوصاً روسيا وأمريكا». ورأى تللو أن خطة عنان انتهت حتى وإن وافق الروس عليها، لأن المجتمع الدولي أصبح أمام مقاربة جديدة على أساس فرضية انهيار النظام بالكامل، وهذا ما دأب على تجنب التفكير به طيلة الفترة الماضية من عمر الثورة. وأشار تللو إلى إمكانية تقدم الحل العسكري لحسم المعركة سواء بجهود الجيش الحر من الداخل أو بمساعدة خارجية، وتوقع تللو أن يتفق أعضاء مجلس الأمن على تمديد مهمة المراقبين لمدة شهر دون أن يكون لعملية أمس صدى على اجتماعهم الليلة الماضية.