أوضح الباحث والمؤرخ في الدراسات الشرقية ورئيس قسم المجموعات الخاصة بمكتبة جامعة لايدن بهولندا الدكتور أرنود فروليك أن مجموعة أوراق سنوك هور خورنيه عن مكةالمكرمة، والصور التي حصل عليها لا تزال أصولها محفوظة في مكتبة جامعة لايدن الهولندية، وقد حفظت جميعها بشكل علمي وبدقة متناهية، مشيرا إلى أن تلك الكتابات والصور أسهمت في تعرف الكثير من غير المسلمين على المجتمع المكي والجوانب الحياتية في ذلك الوقت. وأشاد بالنقلة الحضارية التي شهدتها المملكة بعد توحيد الملك عبدالعزيز آل سعود للجزيرة العربية والنهج الذي سار عليه أبناؤه في تحويل الجزيرة العربية إلى دولة عصرية، واستشهد المؤرخ أرنود فروليك بالعديد من الصور والمخطوطات عن المجتمعات الشرقية، وقال «سنحتفل قريبا بمرور 4000 عام من تاريخ التعرف على اللغة العربية»، جاء ذلك خلال محاضرته عن «مجموعة أوراق سنوك هور خورنيه عن مكةالمكرمة»، التي نظمها كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود لدراسات تاريخ مكةالمكرمة، أمس الأول، في جامعة أم القرى . وتطرق فروليك إلى الدور الذي لعبه المستشرق الهولندي «سنوك هور» في توثيق بعض الجوانب الاجتماعية في مكةالمكرمة، موضحا أنه وصل إليها بعد تحوله من اللاهوتية إلى الإسلام وتعلمه اللغة العربية في سن مبكرة، وأضاف أن سنوك رافق الحجاج الأندونيسيين القادمين من أتشيه إلى مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج في القرن التاسع عشر، وتعرف على عدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية في المجتمع المكي حينذاك. من جانبه، كشف المشرف على كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكةالمكرمة الدكتور عبدالله بن حسين الشريف عن قيام الكرسي بإعداد أكثر من 50 مشروعا بحثيا وتاريخيا وحضاريا لعدد من أعضاء وعضوات هيئة التدريس والأكاديميين من داخل الجامعة وخارجها، واستعرض دور الكرسي في إبراز تاريخ مكةالمكرمة ودعمه للبحث العلمي وتعميق الفكر التاريخي ودراسة تاريخ مكةالمكرمة وتمويل المشاريع البحثية في هذا الجانب وتحقيق مصادر التاريخ المكي وترجمة المؤلفات ونشر المصنفات في التاريخ المكي، علاوة على الدور الذي يقوم به كحلقة وصل بين الأكاديميين والباحثين في قسم التاريخ في جامعة أم القرى ومركز تاريخ مكةالمكرمة والمدينة المنورة، رافدا لدارة الملك عبدالعزيز في خدمة التاريخ الوطني، إضافة إلى عقد شراكة بحثية واستشارية مع المراكز العلمية والقطاعات الحكومية والأهلية في مجالات اختصاص الكرسي، وعقد اللقاءات والمناشط العلمية في حقل التاريخ المكي ودعم طلاب الدراسات العليا والباحثين في تاريخ مكةالمكرمة والإسهام في أعمال موسوعة الحج والحرمين الشريفين، وتفعيل الدور المجتمعي في دعم البحث الهادف وتوجيه البحث في خدمة المجتمع بدراسة القضايا التاريخية والإسهام في حل المشكلات، واستقراء الماضي خدمة للحاضر واستشرافا للمستقبل. وأوضح الشريف أن استضافة الكرسي للدكتور أرنود فروليك في هذه المحاضرة تندرج في إطار اهتمامات الكرسي بتلاقح الثقافات وتعزيز حوار الحضارات، مؤكدا أن التاريخ في مجمله لا يمثل حقيقة مطلقة، وأن للمؤرخين حق التدقيق والتمحيص والتحليل والاستنباط للخروج بالدروس والعبر واستجلاء الحقيقة عبر النقاش العلمي والحوار الفكري من أجل إثراء الفكر التاريخي، مشيرا إلى أن المهمة الأساسية للكراسي العلمية ترتكز على البحث العلمي. من جهته، أكد مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس أن تأسيس كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكةالمكرمة في جامعة أم القرى برهان واضح على اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بعلم التاريخ ودعمه للدراسات التاريخية، ولا سيما تاريخ مدينة مكةالمكرمة ويترجم جهوده في خدمة التاريخ الوطني والإسلامي، مضيفا أن هذا الاهتمام يعكس مدى الحرص الذي توليه القيادة لإبراز القيم الدينية والتاريخية والحضارية لمكةالمكرمة والمدينة المنورة، وكذلك الحضارة العربية والإسلامية والحضارة الإنسانية بوجه عام.