نظم كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود لدراسات تاريخ مكةالمكرمة بجامعة أم القرى يوم أمس محاضرة للباحث والمؤرخ في الدراسات الشرقية رئيس قسم المجموعات الخاصة بمكتبة جامعة لايدن بهولندا الدكتور أرنود فروليك بعنوان ( مجموعة أوراق سنوك هور خورنية عن مكةالمكرمة ) بحضور معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس ومعالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار ووكيل الجامعة الدكتور عادل غباشي ووكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي والمشرف على الكراسي العلمية بالجامعة الدكتور نبيل بن عبدالقادر كوشك وعمداء الكليات وعدد كبير من المسئولين والمهتمين بالدراسات التاريخية والحضارية بمكةالمكرمة وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية . وقد بدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بآيات من القرآن الكريم . ثم ألقى المشرف على كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة الدكتور عبدالله بن حسين الشريف كلمة تحدث فيها عن دور الكرسي في إبراز تاريخ مكةالمكرمة ودعمه للبحث العلمي وتعميق الفكر التاريخي وكذلك دراسة تاريخ مكةالمكرمة وتمويل المشاريع البحثية في هذا الجانب وتحقيق مصادر التاريخ المكي وترجمة المؤلفات ونشر المصنفات في التاريخ المكي علاوة على أن يكون الكرسي حلقة وصل بين الأكاديميين والباحثين في قسم التاريخ بجامعة أم القرى ومركز تاريخ مكةالمكرمة والمدينة المنورة ومكملاً لدور المركز ورافداً لدارة الملك عبدالعزيز في خدمة التاريخ الوطني بالإضافة إلى عقد شراكة بحثية واستشارية مع المراكز العلمية والقطاعات الحكومية والأهلية في مجالات اختصاص الكرسي وعقد اللقاءات والمناشط العلمية في حقل التاريخ المكي ودعم طلاب الدراسات العليا بقسم التاريخ والباحثين في تاريخ مكةالمكرمة والإسهام في أعمال موسوعة الحج والحرمين الشريفين إلى جانب إثراء دور الجامعة العلمي في خدمة المجتمع وتفعيل الدور المجتمعي في دعم البحث الهادف وتوجيه البحث في خدمة المجتمع بدراسة القضايا التاريخية والإسهام في حل المشكلات وتوجيه البحث التاريخي إلى استقراء الماضي خدمةً للحاضر واستشرافاً للمستقبل وأن تكون جامعة أم القرى مرجعاً لتاريخ مكةالمكرمة. وأضاف أن برامج الكرسي تتنوع ما بين إقامة حلقات النقاش والدورات التدريبية والمشاريع البحثية وإعداد الرسائل العلمية للنشر ودعمها بالإضافة إلى تحقيق التراث المكي وترجمة بعض كتب التراث من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية وبالعكس . وبين أن استضافة الكرسي للدكتور أرنود فروليك في هذه المحاضرة عن كتابات سنوك الهولندي حول تاريخ مكةالمكرمة تنطلق من اهتمامات كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكةالمكرمة بتلاقح الثقافات وتعزيز حوار الحضارات مؤكدا أن التاريخ في مجمله لا يمثل حقيقة مطلقة وأن للمؤرخين حق التدقيق والتمحيص والتحليل والاستنباط للخروج بالدروس والعبر واستجلاء الحقيقة عبر النقاش العلمي والحوار الفكري من أجل إثراء الفكر التاريخي مشيرا إلى أن المهمة الأساسية للكراسي العلمية ترتكز على البحث العلمي كاشفا عن قيام كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة حاليا على إعداد أكثر من 50 مشروعا بحثيا وتاريخيا وحضاريا لعدد من أعضاء وعضوات هيئة التدريس والأكاديميين من داخل الجامعة وخارجها . بعد ذلك ألقى معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة رحب فيها بالمحاضر والحضور موضحا أن تأسيس كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكةالمكرمة في جامعة أم القرى يعد قراءة واضحة على اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بعلم التاريخ ويبرهن على دعمه للدراسات التاريخية لا سيما تاريخ مدينة مكةالمكرمة ويترجم جهود سموه – حفظه الله - في خدمة التاريخ الوطني والإسلامي وذلك لما عرف عن سموه من حب للتاريخ وعناية بالمؤرخين واهتماماً بهذا العلم قراءةً ونقداً ومتابعةً وروايةً وتصنيفاً ودعما ، مؤكدا أن هذا الاهتمام يعكس مدى الحرص الذي توليه قيادة هذه البلاد المباركة في إبراز القيم الدينية والتاريخية والحضارية للمدينتين المقدستين ( مكةالمكرمة والمدينة المنورة ) وكذلك الحضارة العربية والإسلامية والحضارة الإنسانية بوجه عام ، مبينا أن هذه المحاضرة تأتي في إطار التعاون المثمر ما بين الجامعة ودارة الملك عبد العزيز لتعزيز الشراكة المجتمعية . ثم استهل الدكتور أرنود فروليك محاضرته بالحديث عن الحضارات التاريخية مثمنا في هذا الصدد جهود الأمير سلمان بن عبدالعزيز واهتمامه الشخصي بتاريخ الجزيرة العربية . وتطرق الباحث للدور الذي لعبه المستشرق ( سنوك هور الهولندي ) في توثيق بعض الجوانب الاجتماعية في مكةالمكرمة وكيفية وصوله إليها بعد تحوله من الديانة اللاهوتية إلى الديانة الإسلامية وتعلمه اللغة العربية وهو في سن مبكرة ما دفع بالحكومة الدنماركية خلال استعمارها للجمهورية الإندونيسية في ذلك الوقت للبحث عن شخص يجيد اللغة العربية وهي أحد أهم الأسباب التي أسهمت في وصوله عبر رحلة طويلة للحج إلى مكةالمكرمة ومرافقته للحجاج الأندونسيين القادمين من أتشيه وأدائه فريضة الحج في القرن التاسع عشر وتعرفه على عدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية في المجتمع المكي حينذاك . وأفاد أن مجموعات كتابات سنوك والصور التي تحصل عليها لا تزال أصولها محفوظة بمكتبة جامعة لايدن الهولندية وقد حفظت جميعها بشكل علمي وبدقة متناهية . ويشير الدكتور أرنود إلى أن تلك الكتابات والصور أسهمت في تعرف الكثير من غير المسلمين على المجتمع المكي والجوانب الحياتية له في ذلك الوقت مشيدا في ذات الوقت بالنقلة الحضارية التي شهدتها المملكة العربية السعودية بعد توحيد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود للجزيرة العربية والنهج الذي سار عليه أبناؤه في تحويل الجزيرة العربية إلى دولة عصرية بكل المقاييس واستشهد المؤرخ أرنود فروليك بالعديد من الصور والمخطوطات عن المجتمعات الشرقية . وقال : إننا سنحتفل قريبا بمرور 4000 عام من تاريخ التعرف على اللغة العربية . وفي نهاية المحاضرة أجاب الدكتور أرنود فروليك على أسئلة الحضور الرجالي والنسائي منها بعدها قام معالي مدير الجامعة بتقديم هدية تذكارية للمحاضر والذي قام من جانبه بتقديم احد مؤلفاته لمعاليه . كما قام معالي مدير الجامعة بتكريم الدكتور معراج مرزا لدوره في ترجمة مؤلفات وكتابات سنوك هور .