يبدو أن النظام السوري ما زال، كما تمثل في خطاب وزير خارجيته في الأممالمتحدة أول من أمس مصراً على قلب الحقائق والمضي إلى ما لا نهاية في نفق الحرب ضد شعبه، وضد أمن المنطقة واستقرارها. فالنظام السوري الذي أعاد رسم المشهد كما يراه منظروه وصانعو القرار فيه، اتهم شعبه بالإرهاب، واتهم الدول التي تناصر الحق والشعب السوري في معاناته بدعم الإرهاب، بينما الحقيقة التي آمنت بها كل دول العالم والمنظمات الدولية والعربية، ما عدا إيران وروسيا والصين طبعا، هي أن النظام السوري هو من يمارس أبشع أنواع الظلم والاستبداد والإرهاب ضد الشعب السوري، بل إنه يقوم بحرب حقيقية بأقسى وأقوى أنواع الأسلحة ضد هذا الشعب الأعزل، والمحاصر، والمقموع. إن الظلم ضد الشعب السوري كما يمارسه النظام ليس شيئاً جديداً، ولكن الجديد أن هذا الظلم أصبح ظاهراً للعيان الآن، ومجسداً على أرض الواقع بصورة واضحة لا التباس فيها. إن صمت المجتمع الدولي عن هذه المظالم ومظاهر الاستبداد، وحياديته ضد الإرهاب الحقيقي الممارس ضد الشعب السوري جريمة لن يغفرها التاريخ ولن تنساها البشرية، أما خطاب وزير خارجية النظام السوري ونبرته الزائفة ولغته المتعجرفة ومزايدته على الواقع، فما هي إلا حلقة جديدة من مسلسل الكذب على العالم، وتزييف الحقائق والاستمرار في جريمة القتل الدموي بحق الشعب السوري النبيل.