الضحكة الصفراء والضحكة الباهتة والابتسام، حركة العين انبساطاً أو إغلاقاً، رفع الحاجبين، ضم الشفائف مع الامتعاض بقبض ملامح الوجه أو انفراجها هي كلها أدوات تعبيرية يمتلكها الإنسان للتعبير عن حالة معينة أو كردة فعل لموقف ما ليظهر خلاف ما يشعر به أو بالأحرى فإنه يمثل. وبذلك نجد الكثيرين منا ممثلين بارعين ولكن غير محترفين. فالممثل المحترف هو إنسان يجيد تقمص شخصية ما غير شخصيته الحقيقية ويقنعك بها، وكان فن التمثيل في الماضي يسمى التشخيص وكان يطلق على الممثل آنذاك المشخصاتى. والإنسان الذى يجيد تقمص شخصية ما فى الحياة العامة وخارج أي عمل درامي نطلق عليه لقب «محتال»، ذلك المحتال قد يكون أي شيء آخر بخلاف ما نراه عليه. وبالتالى فإن التمثيل والتشخيص فنون يمارسها كثير من الناس خارج حدود شاشة السينما أو التلفزيون والمسرح. وأعتقد أن الساسة هم أكثر الناس استخداماً لهذه الفنون، حيث تعتمد الدبلوماسية على التمثيل بشكل كبير، فنجد من يمارس السياسة يحمل الكثير من الابتسام والكلام المنمق ويتصافح باليد ويشد على يد مسؤول آخر مع العلم أن بين بلديهما ما صنع الحداد. ومع اقتراب موسم الانتخابات في أي مكان يمارس المرشحون فن التمثيل على أعلى مستوى ولكن الأبرع دائماً هو السياسي والمرشح الأمريكي الذي نجده متقمصاً لشخصية المساند للصهيونية مطلقاً التصريحات النارية لجذب أصوات الناخبين، ثم بعد الفوز يقوم بالتمثيل علينا نحن العرب من خلال التودد والتقرب من أجل مصلحته، أو بمعنى آخر.. هو يتشخص علينا ويمثل على بني صهيون. «ففن التمثيل يجيده الكثيرون بينما فن التشخيص لا يجيده إلا القليلون».