هذا العنوان ينطبق فقط على الانتاج الكوميدي الذي قدم هذا العام وهو بالتالي ينطبق على 90% من الانتاج السعودي لان الكل استظرف واستخف دمه على الآخر فأتت النتائج مخيبة للآمال وحظيت الاعمال التي بثت على قناة MBC بالهجوم الاكبر لانها تحظى بالمشاهدة الاكثر ومرت الاعمال التي عرضت على شاشة التلفزيون السعودي مرور الكرام لان نصيبها من المشاهدة كان ضعيفا جداً لانها تبث في نفس فترة اعمال MBC ولهذا فالحكم الجماهيري عليها غير دقيق رغم انها تستحق ان نهتم بها لانها حظيت بميزانيات ضخمه لو كانت لدى صندوق التنمية العقارية لاعلن عن 200اسم وقلص فترة انتظار القرض من عشرسنوات الى 9سنوات. ولان نفس الوجوه والاسماء ستأتينا في العام القادم تحمل اجزاء جديدة من انتاجها (الماصخ) نود ان نفتح مع هذه الاسماء حوار العقلاء فهم يرون انهم الافضل وان ما قدموه هو الأروع والأجمل ونحن نرى خلاف ذلك ولاننا نحن المتلقي فمن حقنا ان نطلب منهم مايلائمنا ولهذا نقول لهم اعلموا حفظكم الله ان اعمالكم تبث في الفترة المسماة فترة العائلة والتي يجتمع فيها كل افراد الاسرة صغيرهم وكبيرهم لهذا احسنوا هداكم الله اختيار نصوصكم واعلموا ان الخروج عن النص الذي قد تمارسونه على خشبة المسرح لاستجداء ضحكات الجمهور لا يليق بكم ان تتبعوه على الشاشة. الممثل أو المشخصاتي هو من يجسد الشخصية والتي يفترض ان تكون عاكسة لنماذج تعيش بيننا ولان التلفزيون جهاز مهذب لهذا يجب ان يتخلص المتقمص للشخصية من لغة الشوارع حتى ولو كانت موجودة في الحقيقة والفن في كتابة النص والفن في الاخراج يغنيني عن سماع عبارات ارتجالية لايليق ان نسمعها في قنوات مشفرة فمابالك ونحن نستقبلها عبر قنوات يفترض انها تخاطب العائلة. لو وضعنا الإنتاج العربي في الميزان وقيمنا ما انتج الاشقاء في مصر وسوريا ودول الخليج ووضعنا انتاجنا معهم لخرجنا بنتيجة اننا الاسوأ تمثيلاً ونصاً واخراجاً وانتاجاً والمؤسف له اننا الاكثر انفاقا فأين تذهب كل هذه الملايين ؟ من حق اي منتج ان يكسب وربحه ينقسم الى قسمين الاول ان يربح رضى المشاهدين والثاني الربح المادي وان لم يحقق الاول وحقق الثاني فالمحصلة خسارة حتى ولو انتفخت جيوب المنتجين الممثلين المخرجين بالملايين. ولهذا علينا ان نسأل لماذا لم ينجح انتاجنا ؟ اول الاسباب هو غياب النص الذي يحمل فكرة وهدفا (هل شاهدتم اي فيلم امريكي دون ان يكون له فكرة او هدف) فالفكرة التي تكون من نسيج حياتنا نتفاعل معها واذا كتب نصها محققاً الاهداف بشكل متميز استطاع العمل ان يشد انتباهنا وكسب احترامنا من حلقته الاولى وعندما يكتب النص يجب تحديد من الافضل لتقمص شخصيات هذا النص اما ان يأتي الممثل اولاً وبعدها نلبسه نصا فهنا نعتمد على شخصه وبالتالي نتيح له ان يضيف او يحذف كما يشاء وعندما يفتقد الممثل الى الوعي والثقافة تكون النتائج سيئة الى ابعد حد . اما ثانيها فهو المخرج الواعي والذي يكون قائدا للعمل والذي يقرأ النص جيدا ويعدل ويبدل بالاتفاق مع الكاتب بما يحقق متطلبات نجاح العمل وبعدها يقوم باختيار عناصره التمثيلية والفنية التي تمنحه صورة بصرية سمعية تحقق فكرة العمل وأهدافه. أما ثالثها فهو وجود المخطط للإنتاج وهو المنتج الواعي بأهمية رسالة الاعلام ومن اكبر مشاكل الانتاج السعودي ان جميع منتجينا في السنوات الأخيرة ممثلون وعندما يكون الممثل هو المخطط فإنه لا يرى إلا نفسه للأسف ولانه هنا هو المخطط فإنه يفرض رؤيته على الكاتب والمخرج واجزم ان كثيراً مما رأيناه على الشاشة لم يكتب وان ما كتب غير ما صور ولان البعض (يود ان يعيش) فإنهم لا يمانعون أن تتحول العملية الانتاجيه كلها الى (سلق بيض) ولعل هذه هي طبخة كوميديا هذا العام ولكن المؤسف انها عندما قدمت لنا اتضح انهم قد سلقوا بيضاً فاسداً.. و لهذا لم ينجح احد!.