وصف عدد من المثقفين والإعلاميين والتربويين والمؤرخين رضا لاري بأنه «الأستاذ» الذي أخذ على عاتقه رسم منهج للتحليل السياسي في بداية الصحافة السعودية إضافة إلى ما تحمله تحليلاته من رؤى تساهم في تغيير كثير من المفاهيم، معتبرين أنه شخصية أخلصت لوطنه من خلال حرصه على الطرح الجيد المميز الذي أبرز للقارئ والمتابع ما يمتلكه من خلفية تاريخية واستقراء للواقع الذي يكتب عنه، مطالبين بعقد ندوات ورصد إسهاماته وتكريمه كعلم أخلص لوطنه ومهنته. الدكتور صدقة يحيى فاضل عضو مجلس الشورى وصف رضا لاري ب«الأستاذ الفاضل»، وقال: «هو أستاذ ورائد في مجال التحليل السياسي والعمل الصحفي، وهو من الأشخاص الذين أحرص على قراءة مقالاته كمتخصص في الشأن السياسي، حيث تعتبر كتاباته منهلا أحرص على أن أستفيد من أطروحاته وأسلوبه الشيق في طرح القضايا السياسية، وقد سئلت لمن تقرأ (وذلك قبل 10 أعوام) فذكرت أستاذنا رضا لاري». وأضاف: «تعاملت مع أستاذنا رضا لاري وأنا ابن 24 عاما، حيث كنت وقتها معيدا في كلية الاقتصاد والإدارة في جامعة الملك عبدالعزيز، وكانت الكلية تصدر في ذلك الوقت صفحة بالتعاون مع صحيفة «عكاظ» بعنوان (المال والأعمال) وكان أستاذنا رضا لاري وقتها رئيسا للتحرير، وكنت أتعامل معه مباشرة، حيث كنت أذهب بالموضوعات الصحفية إلى مقر الصحيفة في شارع الميناء ولقد سعدت بالتعاون والتتلمذ على يديه منذ ذلك الوقت (عام 1395) أي قبل 37 عاما، وقد تأثرت بدماثة خلقه وحسن تعاونه وتشجيعه للقاءات الصاعدة وإعطاءهم فرصة لممارسة هواياتهم الصحفية، ندعو لأستاذ الشفاء العاجل، فهو رائد خدم الصحافة والتحليل السياسي في المملكة وأصبح بذلك علما من أعلام المملكة». تعزيز التوجهات ووصف عضو مجلس الشورى سابقا الدكتور محمد آل زلفة رضا لاري بأنه (رجل صادق لوطنه وأمته)، وقال: «أنا من المتابعين لكتابات أستاذنا رضا لاري، واستمتع بما كان يكتبه من تحليلات ساهمت في تغيير كثير من الأمور وعززت كثيرا من التوجهات»، وأضاف: «آلمني كثيرا ما تعرض له أستاذنا لاري، من حق لاري كأحد أبناء الوطن أن يحظى بالرعاية، وهذا ما قام به صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة حينما أمر بنقله إلى المستشفى التخصصي»، وزاد: «رضا لاري كاتب متميز يعرفه كل مواطن سعودي خصوصا المهتمين بالمجال الثقافي والسياسي، كما أن تواجده في المنتديات السياسية والثقافية وكتابته في عدد من الصحف جعلته شخصية معروفة، نتمنى له الشفاء والعودة إلى حياته الطبيعية». كتاباته منهجا من جهته، أوضح المفكر التربوي الدكتور عثمان السهيمي مدير مكتب التربية والتعليم بالنسيم في تعليم جدة أن سيرة رضا لاري الإعلامية تبين مدى تمكنه في المجال الإعلامي والتحليلي الذي يحتاج إلى شخصية ذات صفات مميزة وخلفية تاريخية واستقصائية للأحداث، لتكون تحليلاته وكتاباته محل اهتمام القراء، وقال: «لقد عزز رضا لاري اهتماماته الصحفية بتخصصه في مجال السياسة إضافة إلى العمل في وزارة الخارجية، وهذا مكنه من أن يتبوأ مكانة صحفية متميزة وأن تكون كتاباته منهجا في التحليل السياسي لكل متعلم»، وأضاف: «عمل لاري في مجال الترجمة في صحيفة «عكاظ» ودعم من اطلاعه وكتاباته في هذا الشأن». وبين الدكتور السهيمي تنقل رضا لاري في وظائف حكومية عدة كالعمل في وزارتي التجارة والمالية قائلا: «هذه التنقلات جعلت منه إنسانا شاملا قادرا على تكوين رؤية عميقة». نظرته صائبة بدوره، قال الإعلامي الأكاديمي زكريا لال أستاذ الاتصال وتكنولوجيا التعليم في كلية التربية بجامعة أم القرى بمكةالمكرمة: «رضا لاري من الشخصيات الإعلامية البارزة التي لا تغيب عن كل مهتم بالشأن الإعلامي والتحليل لا سيما التحليل السياسي الذي برع في تناوله بأسلوب شيق وعمق ثقافي متميز»، وأضاف: «أنا من المعجبين بكتاباته رغم أنني أتوقف عند بعض آرائه، لكن بكل حق له رأي مميز ووجهة نظر صائبة في القضايا التي يتناولها». مقالاته نبراسا أما المؤرخ الدكتور عبدالله العبادي فوصف رضا لاري بأنه العلامة الذي صنع له اسما في وقت مبكر في عالم الصحافة، وقال: «رضا لاري يحتاج من المؤرخين إلى رصد إسهاماته وتحليلاته السياسية وإبرازها للمتخصصين والصحفيين الجدد»، وأضاف: «لقد رسخ أستاذنا رضا لاري بتحليلاته السياسية منهجا للمؤرخين الذين اهتموا برصد التحولات في المجتمعات، فأطروحاته الصحفية ومقالاته نبراسا لكل راصد ومؤرخ مهتم بالشأن السياسي والثقافي والإعلامي». قارئ جيد من جهته، قال الدكتور محمد الغامدي مدير إدارة الأخبار في إذاعة جدة: «لقد تتلمذت على يد رضا لاري عبر قراءة تحليلاته السياسية التي كانت صائبة، فهو قارئ متميز للأحداث»، وأضاف: «أستاذنا رضا من رواد العمل الصحفي ويمتلك خبرة متميزة نطمح أن تعقد حولها ندوات وقراءة ليستزيد الجيل الجديد بأطروحاته وأفكاره». نصير الضعفاء أما رئيس تحرير صحيفة البلاد علي حسون فقال: «من الأشياء التي لا أنساها لرضا لاري تلك المواقف الإنسانية المشفوعة بحرصه الشديد على القيام بمساعيه الخيرة عند المسؤولين من أجل مساعدة الضعفاء، حيث كان يقوم بذلك بإصرار عجيب أمام (المسؤول)، وأتذكر من المواقف التي جرت أمامي عندما كان يجمع في يده عدد من المطالب لأناس ضعفاء هم في أمس الحاجة للعون ليقدمها إلى صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز عندما كان نائبا لوزير الداخلية»، وأضاف: «رأيت أيضا مثل هذا في مجلس صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة (رحمه الله)، فقد كان سموه يداعبه عندما لا يراه يقدم له أي معروض قائلا: إيه يا رضا .. اليوم ما عندك (طلبات) لأحد، ويلتفت سموه إلى بعض الحاضرين فيما يشبه (الهمس) إن رضا هذا يحمل في داخله من الإنسانية الكثير .. ويضحك سموه متابعا .. بس لا أريده يسمع هذا مني». تكريم رضا من جهتها، قالت الشاعرة زينب غاصب: «رضا لاري من جيل الرواد في الصحافة السعودية الذين نحتوا في الصخر ليصنعوا صحافة متميزة رغم الإمكانيات الشحيحة التي توفرت لهم في ذلك الوقت، فأنا لا زلت أتذكر ذلك الكاتب المميز في القضايا السياسية وبالذات على الساحتين العربية والدولية، ولهذا أطالب بتكريمه وأمثاله من ذلك الجيل على المستويات الثقافية والأدبية والإعلامية». رائد متميز أما ناصر الشهري عضو مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين فقال: «رضا لاري من رواد الصحافة المتميزين، فقد عملت معه أكثر من 8 سنوات وتعلمت منه الكثير خاصة في جانب الصحافة السياسية التي كان يعطيها اهتماما بالغا، وهو الكاتب السياسي المخضرم الذي كان يصفه الكثير بالمنافس الأول للراحل سليم اللوزي رئيس تحرير مجلة الحوادث»، وأضاف: «بقدر ما كنا نحتد معه في الاجتماعات ونختلف ونتفق في الرأي .. إلا أن أستاذنا الكبير كان يتعامل معنا في النهاية بكل حب وتقدير»، وزاد: «عندما أصدر قرار تعييني مديرا للتحرير في «عكاظ» قلت إنني أشعر بالرغبة في ترك الصحافة يا أستاذ وليس الاستمرار، فقال: «أنت صحفي وستظل صحفيا رغم أنفك حتى لو حاولت الابتعاد عن المهنة لأنني أعرفك جيدا». أبرز الصور المضيئة بدوره، قال الإعلامي علي السبيعي: «لا شك أن رجلا مثل أستاذنا رضا لاري يستحق منا وقفة مع إسهاماته المحلية والعربية، فهو من أبرز المحللين السياسيين في الوطن العربي، فهو رجل متخصص وعمل في وظائف دبلوماسية عدة، فتشرب منذ تخرجه من القاهرة عام 1964 العمل السياسي وصقل هذا العمل بالجانب الإعلامي فأضحى أبرز إعلامي يكتب ويحلل في الشأن السياسي»، وأضاف: «نتمنى أن يحظى أستاذنا رضا لاري بتكريم يليق بما قدمه للوطن من إسهامات وما قدمه للساحة الإعلامية من رموز تتلمذوا على مقالاته وعملوا معه في المجال الإعلامي في صحيفتي «عكاظ» و«سعودي جازيت» من الصحفيين الذين يكنون له كل احترام وتقدير»، وزاد: «لقد ساهم رضا لاري في إبراز الصورة المضيئة للصحافة السعودية رغم عمرها القصير مقارنة بالصحف والوكالات العربية التي كانت تشير إلى تحليلاته السياسية». عميق في الطرح أما الكاتب خالد السليمان فأكد أن رضا لاري شخص يمتاز بالفكاهة والطرفة، وقال: «في كل مرة أقابل فيها أستاذنا رضا لاري في المناسبات الاجتماعية أجده شخصا لطيفا منفتحا على الآخرين صاحب نكتة وابتسامهة»، وأضاف: «تمتاز كتابات أستاذنا رضا لاري بالعمق في الطرح، فمن يقرأ مقالاته وتحليلاته السياسية يجده ملما بالأحداث وتفاصيلها وخلفياتها التاريخية، حتى بات من الكتاب القلائل في الشأن السياسي في صحافتنا المحلية»، وزاد: «الساحة الإعلامية تفتقر إلى مثل أستاذنا من الأشخاص الذين لديهم كل المهارات التي يستطيعون من خلالها تحليل الواقع الذي نعيشه».