تظل أمانة الكلمة شرفا لا يعرف قيمته الحقيقية إلا من حباه الله برجاحة العقل، ونور البصيرة النافذة، اخطر ما تكون الكلمة حين تكون مرتبطة بالصحافة من واقع معايشتها اليومية لحياة الناس، فعندئذ تتحول الكلمة في صدقها وعمقها وسلامة مؤداها إلى مصباح منير، يفتح لقارئها الكون، ويفسح له مجالًا رحبًا للمعرفة والاستنارة.. ومن بين الأقلام التي سجّلت اسمها في صدارة العمل الصحفي في المملكة العربية السعودية يطل الأستاذ رضا لاري، شفاه الله وعافاه، فقد تميز هذا الأستاذ بقلم مميز، ورؤى ثاقبة، وتحليلات عميقة بعيدة النظر، لم ينقطع عن الساحة، حيث ظل عطاؤه يملأ الساحة في العديد من المجالات، وهو عطاء يجد التقدير والحفاوة والاحتفاء، وقد ظهر هذا جليًا في تداعي أصدقائه ومحبيه لمعرفة أحواله بعد أن ألزمته الأزمة الصحية التي يمر به حاليًا السرير الأبيض بمستشفى الملك فهد بجدة، وما هذه الكلمات المسطرة في هذا الاستطلاع إلا صورة من صور التقدير لهذا العلم الصحفي البارز.. حيث أكد عدد من المثقفين والإعلاميين أن الصحافي والإعلامي رضا لاري تألق في المجال الإعلامي إذ يعد من جيل الرواد، مشيرين كذلك إلى تميزه في الجانب السياسي بوصفه أكثر مجالات الكتابة التي برع فيها كما له مقالات جيدة في الشأن الاجتماعي والمحلي، مشيرين إلى أن التحاقه بالمجال الدبلوماسي جعل منه رجلا دبلوماسيًا من طراز فريد، محفوفًا ذلك بخفة ظله. والقارئ لسيرة الأستاذ رضا لاري يجد أنه قد ولد بمدينة جدة في يوم الأربعاء السادس عشر من شهر رمضان من عام 1357ه، حيث أتم دراسته فيها، وسافر للقاهرة للدراسة الجامعية حيث التحق بكلية الاقتصاد بجامعة القاهرة وتخصص في العلوم السياسية وحصل على درجة البكالوريوس عام 1964م، بدأ حياته العملية موظفًا بوزارة التجارة سنة 1953م ثم شغل منصب مدير عام وزارة المالية، ثم عين ملحقا في وزارة الخارجية السعودية عام 1348ه شغل منصب القنصل العام السعودي في العاصمة الإسبانية مدريد في أواخر الستينيات، بعدها شغل منصب القائم بالأعمال في العاصمة السنغالية في داكار أوائل السبعينيات. ويعد الأستاذ رضا لاري من الشخصيات التي ساهمت في تطور الصحافة في السعودية حيث تقلد منصب رئيس تحرير صحيفة عكاظ في الفترة من 1975م إلى 1981م، وتقلد منصب رئيس تحرير صحيفة سعودي جازيت الصادرة باللغة الإنجليزية في الفترة 1985م إلى 1998م ثم شغل منصب مدير عام وكالة الأنباء السعودية (واس)، له كتابات وأبحاث حول الإذاعة والصحافة، وله مقالات في العديد من الصحف المحلية، وله إسهامات في إعداد برامج ثقافية وطنية، مثل المملكة في العديد من المؤتمرات العالمية نال عددا من الأوسمة والنياشين والجوائز من ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية منها حصوله على وسام الفارس من الحكومتين الإسبانية والسنغالية ومن الحكومة الفرنسية.