تذكيرا بما أنجزته بلادنا من توسعات للحرم الطاهر الشريف حيث يشير تاريخ ملوك هذه البلاد المشرف إلى أن التوسعات التي قامت منذ عهد المؤسس طيب الله ثراه بدأت بأعمال الترميم ورصف المسعى وبقية أعمال الإعمار، أعقبت ذلك مراحل التوسعات الثلاث في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد .. إلى أن جاءت توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله والذي وضع حجر الأساس للتوسعة السعودية الثانية للمسجد الحرام وقد تضمنت ضم منطقة السوق الصغير، وتم ربطه بالتوسعة السعودية الأولى بمدخل واسع يسهل الحركة بينهما، كما تم عمل نظم تبريد، حيث أنشئت محطة تكييف المسجد الحرام بمنطقة أجياد وتم ربطها بالمسجد الحرام عبر أنفاق تحت الأرض، كما شمل المشروع تجهيز الساحات الخارجية التي تبلغ مساحتها 85 ألف متر مربع. ولتسهيل وصول أفواج المصلين إلى سطح التوسعة في المواسم تمت إضافة مبنيين للسلالم الكهربائية المتحركة وقد صممت السلالم المتحركة بحيث تستطيع بالإضافة إلى وحدات الدرج الثابت الثمانية خدمة الحجاج والمصلين في أوقات الذروة لاسيما كبار السن وتم تبليط التوسعة جميعها بالرخام حتى يتسنى استخدامها للصلاة وخصوصا في أوقات الذروة واستحدث نظام جديد لتلطيف الهواء بالطابقين الأرضي والأول على مبدأ دفع الهواء البارد وتوزيعه على مستوى مرتفع حول الأعمدة المربعة وقد أقيمت من أجل ذلك محطة تحتوي على عدد من أجهزة التبريد ومضخات المياه المثلجة ومركز تشغيل وتحكم آلي بطاقة تبلغ 13500 طن تبريد. وقد تم أيضا إنشاء نفق للخدمات يربط بين المحطة المركزية والحرم المكي بطول 450م ويحتوي على مواسير معزولة ناقلة للمياه وهو مجهز أيضا بجميع وسائل الإضاءة والتهوية وأجهزة السيطرة والتحكم الآلي بالإضافة لعدد من الخدمات الأخرى والتي اشتملت على تصريف مياه الأمطار ومجمعات لدورات المياه وشبكات الإطفاء والسلامة. تلى ذلك التوسعة العملاقة التي دشنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ليستوعب الحرم أكثر من 1.2 مليون مصل. وتزيد هذه التوسعة بمرة ونصف على مجموع التوسعات التي شهدها الحرم المكي الشريف وتبلغ تكلفتها 80 مليار ريال، إنها الجهود الحثيثة المتوالية التي قام بها ولاة أمرنا حفظهم الله لينعم الزائر والمعتمر والحاج بالراحة التامة ويعيش أجواء إيمانية دون كدر أو إزعاج وهاهو اليوم الوطني يمر علينا ليذكرنا بإنجازات رائعة لهذا الوطن وعلى رأسها خدمة الحرمين الشريفين التي نحمد الله سبحانه أن من الله بها علينا واختارنا لها لتكون تشريفا وأجرا بإذن الله لحكومة هذا الوطن وشعبه الكريم. مجيب الرحمن العمري (جدة)