شهد الحرم المكي الشريف العديد من التوسعات العملاقة في العهد السعودي الزاهر كان آخرها التوسعة العملاقة التى دشّنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في رمضان الماضى وتستوعب اكثر 1.2 مليون مصلٍ. وتزيد هذه التوسعة بمرة ونصف على مجموع التوسعات التي شهدها الحرم المكي الشريف وتبلغ تكلفتها 80 مليار ريال، وتشمل التوسعة المقترحة للحرم المكي ضمان مرونة عالية في دخول الحرم والخروج منه، إلى جانب وفرة المياه والطاقة والتكييف، وكذلك ضمان مستويات بيئة قياسية، وغطاء أمني شامل. تاريخ التوسعة وبدأت التوسعات باعمال الترميم ورصف المسعى وبقية اعمال الاعمار التي تمت خلال فترة حكم المؤسس رحمه الله، اعقبت ذلك مراحل التوسعات الثلاث في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد رحمهم الله جميعا الى ان جاءت توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله والذي وضع حجر الأساس للتوسعة السعودية الثانية للمسجد الحرام في اليوم الثاني من شهر صفر عام 1401ه-1989م وقد تضمنت ضم منطقة السوق الصغير، وتم ربطه بالتوسعة السعودية الاولى بمدخل واسع يسهل الحركة بينهما، كما تم عمل نظم تبريد، حيث انشئت محطة تكييف المسجد الحرام بمنطقة اجياد وتم ربطها بالمسجد الحرام عبر انفاق تحت الارض وبلغت مساحة ادوار المبنى الجديد نحو 76 الف متر مربع ليتسع وحده لأكثر من 152 ألف مصلٍ، كما شمل المشروع تجهيز الساحات الخارجية التي تبلغ مساحتها 85 الف متر مربع لتستوعب قرابة 200 ألف مصلٍ، لتصبح مساحة المسجد الحرام بعد اضافة مبنى التوسعة والاسطح وكامل المساحات المحيطة به الى نحو 356 ألف متر مربع تتسع لأكثر من 775 ألف مصل في غير اوقات الذروة، والتي تصل الى مليون و250 ألف مصلٍ فيما بلغت تكلفة التوسعة التي تشمل المباني ومشاريع الخدمات وتعويض نزع الملكيات الى اكثر من 55 مليار ريال. ويضم مبنى التوسعة مدخلا رئيسيا هو باب الملك فهد بن عبدالعزيز و18 مدخلا عاديا وقد روعي في التصميم انشاء مدخلين جديدين للقبو اضافة الى المداخل الاربعة ويشمل مبنى التوسعة مئذنتين جديدتين بارتفاع 89م تماثلان في تصميمهما المعماري وفي مواد البناء المستخدمة المآذن السبع القائمة. ولتسهيل وصول افواج المصلين الى سطح التوسعة في المواسم تمت اضافة مبنيين للسلالم الكهربائية المتحركة مساحة كل واحدة منهما 375م2 وطاقة كل منهما الاستيعابية 1500 شخص في الساعة تضاف الى هذا مجموعتان من السلالم المتحركة داخل حدود المبنى على جانبي المدخل الرئيسي للتوسعة وقد صممت السلالم المتحركة بحيث تستطيع بالاضافة الى وحدات الدرج الثابت الثماني خدمة الحجاج والمصلين في اوقات الذروة لاسيما كبار السن وبذلك اصبح اجمالي عدد مباني السلالم المتحركة 7 تنتشر حول محيط الحرم والتوسعة لخدمة رواد الدور الاول والسطح وتم تبليط التوسعة جميعها بالرخام حتى يتسنى استخدامها للصلاة وخصوصا في اوقات الذروة وهناك ثلاث قباب في التوسعة الجديدة ارتفاع كل منها 12م تحتوي على فتحات بكامل محيطها وشكلها الخارجي مماثل للقباب الموجودة على سطح الحرم الحالي واستحدث نظام جديد لتلطيف الهواء بالطابقين الارضي والاول على مبدأ دفع الهواء البارد وتوزيعه على مستوى مرتفع حول الاعمدة المربعة وقد اقيمت من اجل ذلك محطة تحتوي على عدد من اجهزة التبريد ومضخات المياه المثلجة ومركز تشغيل وتحكم آلي بطاقة تبلغ 13500 طن تبريد وقد تم ايضا انشاء نفق للخدمات يربط بين المحطة المركزية والحرم المكي بطول 450م ويحتوي على مواسير معزولة ناقلة للمياه وهو مجهز ايضا بجميع وسائل الاضاءة والتهوية واجهزة السيطرة والتحكم الآلي بالاضافة لعدد من الخدمات الاخرى والتي اشتملت على تصريف مياه الامطار ومجمعات لدورات المياه وشبكات الاطفاء والسلامة.