أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز شخصية قيادية عالمية يتمتع بدبلوماسية حكيمة تتبنى مفهوم السلام والاستقرار، معتبرة أنه رائد مبادرات السلام والإخاء في العالم. وأشارت أشتون في تصريحات ل«عكاظ» إلى أهمية العلاقات الأوروبية السعودية، مشددة على ضرورة تطويرها ودعمها إضافة إلى تطوير العلاقات الخليجية الأوروبية وتحقيق مفهوم الشراكة الفاعلة، منوهة بالدور السعودي المتميز في إرساء الاستقرار في المنطقة انطلاقا من السياسة الحكيمة التي ينتهجها خادم الحرمين الشريفين من خلال مفهوم ينطوي على الحوار وإيجاد حلول للأزمات الإقليمية والعربية. وأكدت أن أوروبا ترى أن مبادرات الملك عبدالله تأتي دوما في أوقات نجد فيها الساحة الدولية في حالة بحث عن مخرج لها. وأردفت قائلة: إن من أبرز تلك المبادرات هي المبادرة العربية للسلام والتي تبنى بنودها الاتحاد الأوروبي والتي اعتمدت على مبدأ الأرض مقابل السلام، وأكدت أنه لا بديل لخيار الدولتين من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط. ورأت أشتون أن الملك عبدالله بادر أيضا من خلال دعوته الأخيرة لعقد القمة الاستثنائية في مكةالمكرمة إلى طرح ملفات هامة كان على رأسها الملف السوري، مشيرة إلى أن مشاركة المملكة مع المجتمع الدولي ضرورة نحو إنهاء مأساة الشعب السوري والتوصل إلى حل للأزمة وتحقيق تطلعات الشعب السوري. وأكدت على أهمية التشاور المستمر بين الاتحاد الأوروبي وبين الجانب السعودي حول الأزمة في سورية، لا سيما ما يتعلق بالمجال الإنساني. موضحة أن التسوية السياسية للملف السوري لا يمكن لها أن تتحقق دون مشاركة فاعلة من الرياض ومن الجانب العربي وهو الأمر الذي يحقق السلام والاستقرار في المنطقة. كما تطرقت إلى أهمية مبادرة الملك عبدالله لإنشاء مركز لحوار المذاهب الإسلامية لإنهاء الصراعات المذهبية، مؤكدة بأن مبادرة حوار الأديان التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في مدريد مهدت إلى آفاق جديدة للحوار والتفاهم على المستوى الإقليمي والدولي. وزادت: إن مبادرة حوار المذاهب الإسلامية تفتح أيضا مجالات عديدة من أجل تحقيق السلام والاستقرار والوفاق إلى جانب إتاحة فرصة الحوار على المستوى الخليجي والعربي. وتابعت قائلة: ليس من المستغرب أن يطلق الملك عبدالله هذه المبادرة خلال قمة استثنائية كان لها صدى دولي كبير على جميع المستويات. وأوضحت أن دبلوماسية الملك عبدالله هي في الواقع دعوة صريحة (لنا في أوروبا) لدعم الحوار العربي الأوروبي من ناحية والحوار الإسلامي الأوروبي من ناحية أخرى.