تحظى الدبلوماسية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على وجه الخصوص بتقدير دولي وأوروبي، خصوصا في ظل الأزمات التي تحيط بالشرق الأوسط، كما أن مبادرات الملك التي تنطوي على جهود حكيمة لتحقيق الأمن والاستقرار ساهمت في إرساء بيئة سياسية مريحة لدول المنطقة. ومع مرور عام كامل نجد دبلوماسية المملكة تتبوأ الصفوف الأولى بين دول العالم، حيث أكد سفير خادم الحرمين الشريفين في ألمانيا البروفوسور الدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي ل «عكاظ» أن المملكة ومع توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تعمل من خلال محاور ثلاثة يقدرها الأوروبيون والألمان، وهي المحاور التي تتعلق بالإسلام والاقتصاد والاستقرار السياسي، مشيرا في هذا الصدد إلى التقدير الكبير الذي تحظى به المملكة وشخص خادم الحرمين الشريفين لمبادرة حوار الأديان وأتباع الثقافات وإنشاء مركز لحوار الأديان في قلب أوروبا (في العاصمة النمساوية فيينا)، ونوه شبكشي بالاستقرار السياسي وأن المملكة تعمل للحفاظ على أمن وسلامة أراضيها والدفاع عن حدودها، إلى جانب سعيها لوقف تسابق التسلح النووي في المنطقة، والعمل بدبلوماسية «حسن الجوار» التي تعتبر من أسس سياسة المملكة، فضلا عن الجهود المضنية فيما يخص عملية السلام المبنية على مبدأ الأرض مقابل السلام. عهود مكرم - برلين رأت مفوضة العلاقات الخارجية والأمنية الأوروبية كاثرين أشتون، أن الملك عبدالله بن عبد العزيز شخصية دولية مرموقة وإلا لما جرى اختياره ضمن الشخصيات العالمية. وأشارت في هذا الصدد إلى جهود خادم الحرمين الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار، ليس فقط في منطقة الخليج العربي وإنما أيضا في الشرق الأوسط، مولية اهتماما كبيرا بالتنسيق العربي الأوروبي في هذا المجال، ونوهت بمبادرة الملك لجعل منطقة الخليج خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية. ورأت أشتون أن سعي المملكة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط يجعلها تنتهج دورا رياديا في المنطقة يعطي للشراكة الأوروبية مع المملكة ومع منطقة الخليج العربي وزنا أكبر، مشددة على أنه لا خلاف على أن المستوطنات تشكل عقبة حقيقية لعملية السلام في المنطقة. وحول جهود المملكة لجعل منطقة الخليج والشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية وهو ملف يلقى اهتماما أوروبيا؛ خاصا لما تشكله المنطقة العربية من عمق استراتيجي وأمني لأوروبا ودول الاتحاد الأوروبي، رأى الخبير في شؤون الأمن الاستراتيجي في معهد العلاقات الخارجية في برلين الدكتور جوزيف برامل، أن دور المملكة الاستراتيجي في منطقة الخليج يشكل ضمانا كبيرا للأمن في المنطقة، معتبرا أن سعي الدبلوماسية السعودية وبمبادرة خادم الحرمين الشريفين لجعل المنطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل تأتي مواكبة للجهود الدولية على مستوى القمة النووية التي عقدت في واشنطن في أبريل الماضي بين الولاياتالمتحدة وروسيا للعمل على توقيع اتفاقية ستارت 2 لخفض الرؤوس النووية. من جهة أخرى، رأى رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومباي أن الاتحاد الأوروبي وفي ظل اهتمامه بالملف النووي الإيراني يرى أن مساهمة المملكة عبر سياسات الحوار وحسن الجوار تعمل جاهدة جنبا إلى جنب دون الحيلولة من امتلاك إيران للسلاح النووي، وهو أمر برأيه يضع الشراكة مع السعودية ودول الخليج العربي في أولويات الاهتمامات الأوروبية العربية. وحول مبادرات الملك الثقافية وتأثيرها على العلاقة بين العالم الغربي والإسلامي، رأى الناطق باسم بابا الفاتيكان فريدريكو لومباردي أن الفاتيكان يرحب بإنشاء مقر لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحوار الأديان في العاصمة النمساوية فيينا، ويعتبرها خطوة لتكثيف الحوار والتواصل مع الآخر وتوضيح صورة الإسلام في الغرب الذي يعمل بدون أدنى شك إلى تحقيق مفاهيم التسامح والوسطية والخير الإنساني. وأكد أن سياسة الفاتيكان تسعى بكل الأحوال إلى فتح قنوات الاتصال مع الإسلام؛ لقناعة بابوية أن الدين يرتبط بالسلام والإنسانية وهو نفس مفهوم مبادرة الملك لإنشاء مركز الحوار في فيينا لترسيخ قيم التسامح والوسطية والخير الإنساني.