اعتبر عدد من المسؤولين والخبراء الأوروبيين في تصريحات ل«عكاظ» الدعوة إلى عقد قمة إسلامية استثنائية في مكةالمكرمة في هذا التوقيت، دليلا على حكمة وبعد نظر الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتجسيدا لحرصه على نهج سياسة السلام والحوار والتعايش السلمي. ورأى وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفله أن دعوة خادم الحرمين الشريفين لقمة إسلامية استثنائية في هذا التوقيت بالذات دليل على حكمة وحنكة الملك عبدالله الذي استشعر الظروف التي تمر بها المنطقة حاليا. وقال: إن التشاور بين الدول الإسلامية أمر ضروري ويتطلب استدعاء الأحداث ومناقشتها من أجل التوصل إلى حلول سريعة سيما بعد تطورات الربيع العربي والقضايا التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط خصوصا الأزمة السورية وتداعياتها على المنطقة التي تمر بمرحلة صعبة جدا ما يجعل انعقاد القمة الإسلامية أمرا ضروريا وملحا. ومن جهتها، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أهمية استضافة المملكة للقمة الإسلامية الاستثنائية في مكةالمكرمة، ورأت في مبادرة الملك عبدالله لجمع شمل رؤوساء الدول والحكومات الإسلامية خطوة تدل على بعد النظر. وشددت على أن التطورات التي تشهدها المنطقة العربية والإسلامية تشكل تحديا كبيرا ليس على المستوى الإقليمي فحسب وإنما على المستوى الدولي، لافتة إلى أن دعوة الملك عبدالله تؤكد حرصه على نهج سياسة السلام والحوار كمبدأ للتعامل والتعايش السلمي بين الشعوب. كما ثمن رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أيمن مزيك مبادرة خادم الحرمين الشريفين، مؤكدا أنها تأتي في توقيت مهم للأمة الإسلامية. وقال: إننا تعودنا من الملك عبدالله دائما المبادرة بخطوات فعالة حين يستشعر الحاجة إليها. ولذلك فإن الدعوة لعقد القمة الإسلامية الاستثنائية تعد أمرا غير مستبعد على خادم الحرمين الشريفين الذي أطلق مبادرة حوار الأديان وفتح بها مجالا واسعا للنقاش في العالم العربي وأوروبا. ورأى مزيك أن هذه القمة ستعقد في توقيت صعب ووسط تحديات كبيرة وستفتح آفاقا لتبادل الآراء من أجل تحمل مسؤولية عواقب الأحداث التي تشهدها المنطقة والعمل على مستقبل أفضل للدول الإسلامية. وفي السياق نفسه، قال خبير شؤون الشرق الأوسط البروفيسور أودو شتاينباخ إن توقيت انعقاد القمة الإسلامية الاستثنائية مهم، مضيفا أن التحديات التي تمر بها الدول الإسلامية مرتبطة بقضايا عديدة مثل السلام في الشرق الأوسط وأزمة سورية والأوضاع في العراق وأفغانستان إلى جانب إنعاش الحوار الإسلامي مع الغرب. وهو أمر ضروري جدا لفتح قنوات اتصال فعالة مماثلة لتلك التي أطلقتها مبادرة الملك عبدالله لحوار الأديان ومبادرته للسلام في الشرق الأوسط. وأضاف أن المجتمع الدولي تعود من الملك عبدالله المبادرة بخطوات لاحتواء أزمات المنطقة في وقت بات فيه أسلوب الحوار وتبادل وجهات النظر من أهم الخطوات التي ينبغي الإسراع بالقيام بها. ومن هذا المنطلق تبرز أهمية مبادرة الملك عبدالله لدعوة الدول الإسلامية لقمة استثنائية. واستطرد قائلا: إنه كمتابع للساحة الإسلامية وكأستاذ للعلوم الإسلامية بجامعة ماربورغ الألمانية يرى أنه يتعين على الغرب أن يفتح حوارا فاعلا مع العالم الإسلامي وأن يلتفت للمبادرة السعودية ليضع قضايا الأمة الإسلامية على قمة أولوياته انطلاقا من أن التعايش السلمي في أوروبا لن يتحقق بدون قنوات اتصال وحوار مع العالم الإسلامي. وشدد على أن دعوة الملك عبدالله تدل على إصرار الدبلوماسية السعودية على التواصل من خلال حوار بناء مع شركائها في العالم الإسلامي لإيجاد حلول لقضايا المنطقة.