تنتشر على طول الطريق الرئيس لحي الرأفة بمكةالمكرمة ورش تصليح الشاحنات والتي حولت الحي إلى منطقة صناعية ضخمة، بعدما أدى تجمع الشاحنات المعطلة في مدخل الحي إلى حالة من الفوضى، والذي أصبح الحي شبيها بالأحياء العشوائية، فيما باتت تلك الورش ملآذا آمنا للعمالة الوافدة المخالفة للأنظمة، كما أدت تلك الورش إلى تلوث البيئة في الحي، إلى جانب إزعاجها للسكان. واعتبر تركي عبدالسلام (مواطن)، انتشار الشاحنات بتلك الأعداد الكبيرة من الظواهر السلبية يعاني منها حي الرأفة، مبينا أن الورش منتشرة على الطرق الرئيسة في الحي وبالقرب من المساكن دون أن يخصص لها أماكن خاصة بها، وزاد «المؤسف أن الجهات الرسمية لا تلقي بالا لتلك المخالفات والمضايقات التي تسببها الورش للسكان، ناهيك عن الصوت المرتفع لبعض منها، ومرور الشاحنات ذات الحمولة الثقيلة، وهي ربما الأكثر تأثيرا على منظر وجمالية الحي». شكوى رسمية وأوضح عبدالرشيد الإمام، أن عددا من سكان الحي تقدموا بشكاوى رسمية إلى جهات الاختصاص ولكن لاحياة لمن تنادي، إذ أنه لا تزال تلك الورش تسبب لنا المعاناة على مدار الساعة، كما أنها خلفت حالة من العشوائية داخل الحي، وأضاف «باتت الورش المنتشرة بصورة عشوائية على طريق الرئيس للحي ملاذا آمنا للعمالة الوافدة المخالفة للأنظمة، فضلا عن عدم تقيدها بوسائل السلامة وتشويهها للمنظر العام، لذلك نطالب بعدم منح التراخيص البلدية لافتتاح الورش في الأحياء»، داعيا إلى ضرورة إغلاق الورش والحد من انتشارها داخل الحي. ويقول نايف الحارثي إن الحي أصبح يعرف بحي الورش، ما أدى إلى نفور الكثير من السكان، خاصة بعد زيادة أعداد الورش، حيث تفتح يوميا ورشة جديدة في الحي، ما أدى إلى تحويله إلى مقر للشاحنات الكبرى، ما أصاب قاطني الحي بحالة من الضجر والتذمر والقلق، إذ أن إزعاج الورش نغص عليهم راحتهم، فضلا عن انتشار العمالة الوافدة التي تعمل في الورش داخل الأحياء، وقال «حي الرأفة أصبح يعرف بالورش ويشتهر بهذا النوع من الورش من ميكانيكا». تلوث البيئة فيما انتقد محمد الأحمدي سماح أمانة العاصمة المقدسة وبلدية الشوقية بافتتاح الورش داخل الأحياء السكنية، لما تسببه من إزعاج وتلوث في الحي، كما انتقد إدارة المرور بسماحها بمرور الشاحنات داخل الحي، لما قد تسببه من حوادث مرورية خطيرة، إلى جانب أن الشاحنات الموجودة في تلك الورش تساهم في تلوث البيئة في الحي، وأضاف «الإزعاج الصادر من الورش لا يستطيع السكان احتماله، خاصة أن فترة عملهم تبدأ من الصباح ولا تنتهي إلا في الفترة المسائية». إضرار بالأسفلت واعتبر علي عسيري أن مرور الشاحنات بتلك الكثافة التي نعايشها يوميا في الحي دون رقيب من إدارة مرور العاصمة المقدسة أضر بطبقات الأسفلت، ما أدى إلى إتلاف معظم شوارع الحي، مشيرا إلى التواجد الكثيف للشاحنات يغري الآخرين بالتوجة نحو الحي والاستثمار فيه بمزيد من الورش، داعيا إلى ضرورة إخلاء الحي من الورش، وأضاف «كل الأهالي أصبحوا متخوفين من أن يتحول الحي إلى منطقة صناعية مع مرور الأيام حيث إنه حاليا أصبح شبه منطقة صناعية». تدار من مخالفين ووصف عبدالله جابر انتشار الورش في الشوارع العامة بالحي وبالقرب من المساكن والمدارس بغير المقبول، مشيرا إلى الأضرار التي تسببها للجميع، وأضاف يجب أن تكون مثل تلك الورش بعيدة عن اتجاهات نمو المناطق السكنية، وزاد هذه الظاهرة محط سخط كثير من الناس، إذ أنها تضايقهم بيئيا ونفسيا، لما يصدر عنها من معاناة للسكان، داعيا أمانة العاصمة والمجالس البلدية أن تتابع الظاهرة وتضع الحلول المنطقية والناجعة لها. لا تهاون مع المخالفين من جهته أكد مدير مرور العاصمة المقدسة العميد مشعل بن مساعد المغربي أن إدارته لا تتهاون مع المخالفين للأنظمة والقوانين، مؤكدا أن هناك دوريات مرورية تنتشر على مداخل مكةالمكرمة في أوقات الذروة، لتمنع دخول الشاحنات إلى داخل المنطقة، وأكد المغربي بأنهم يفرضون غرامات مالية على سائقي الشاحنات المخالفة. من جهة أخرى، أكد مصدر مسؤول في أمانة العاصمة المقدسة أن تراخيص فتح تلك الورش أو البناشر تشترك فيها العديد من الجهات الحكومية و الأمنية، من الدفاع المدني وإدارة المرور والأمانة.