كاتب عربي مشهور، درس الفلسفة وكتب عنها، فسماه البعض فيلسوفا، ألف عشرات الكتب المسلوقة، وحقق شعبية واسعة في أوساط شباب بلده خلال سبعينيات القرن العشرين؛ لكنها تراجعت قبل وفاته في بدايات العقد الثاني من الألفية الثالثة. ورغم الشهرة الشاهقة التي حققها هذا الكاتب لأسباب أكثرها لا يمت للموهبة الحقيقية بصلة، لم تستطع ذائقتي حتى اليوم ابتلاع كتاباته، فضلا عن هضمها ثم الإعجاب بها، وأعتقد أن هناك كثيرين ممن يشاطرونني هذا الرأي تجاه هذا الكاتب الذي لا بد أن أكثر هواة القراءة عرفوه دون حاجة للإفصاح عن اسمه الصريح. والاسم هنا لا يهمنا مثلما يهمنا معرفة السبب الذي قد يجعل القارئ لا يستسيغ كتابات ومؤلفات كاتب أو مؤلف شق اسمه عنان الشهرة لأسباب تتعلق بالمجاملات، العلاقات النافذة الشاسعة، التضخيم الإعلامي دون استحقاق، والإسراف في الكتابة لنشر ما يستحق وما لا يستحق النشر؛ ليبقى الاسم حاضرا يوميا أمام أبصار القراء، أو لغرض «أكل العيش» كما صرح هو نفسه أكثر من مرة؛ دون مبالاة بجودة أو تدقيق. وربما يكون من أهم أسباب نجاحه وانتشاره هو أنه من وجهة نظري تسلل إلى عالم الثقافة والكتابة في فترة قل فيها المتعلمون والمثقفون، وسبقت عصر الثورة التقنية التي أدت إلى ثورة معلوماتية وثقافية ساهمت في تبلور العقلية الناقدة للقارئ العربي، فكان في مواجهة شريحة واسعة من البسطاء وأنصاف المتعلمين المنبهرين أمام عالم الكتابة والثقافة والمثقفين، ما وهبه مساحة مريحة للثرثرة عن نفسه بنرجسية متضخمة وعشق صريح للذات في كل كتبه ومعظم مقالاته، وإعادة تقديم ذات الأفكار التي سبق وقدمها في مقالات ونصوص ثقافية سابقة مرارا وتكرارا، بأسلوب ببغائي مترهل يخلو من لب الثقافة أو عمق الفلسفة. Twitter @zainabahrani [email protected]