تلقيت دعوة من القائمين على سوق عكاظ المقام حاليا في الطائف والذي افتتح يوم الثلاثاء الماضي برعاية رسمية وبحضور الأمير خالد الفيصل الذي افتتح السوق وبعض رجالات الدولة ونخبة من المثقفين والأدباء والإعلاميين. وقد أقيمت ندوات ثقافية وأمسيات شعرية ضمن فعاليات مهرجان السوق وقد توزعت الاهتمامات بين من حضروا هذه الفعاليات وتباينت الآراء، غير أن اللافت حجم الجدل الذي أثير حول المسرحية التي كانت الشخصية المحورية فيها هي شخصية الشاعر والفارس العربي عنترة بن شداد والتي شكلت شخصية سوق عكاظ هذا العام، فثمة من رأها من الضعف بحيث كان ينبغي إعادة كتابتها وثمة من رأى بجودة النص، فيما قال بعضهم إن تنفيذ العمل كان رديئا فيما ذهب البعض إلى أننا نحتاج إلى سنوات طويلة لننجز أعمالا مسرحية ترتفع وترتقي إلى الأعمال المسرحية الكبيرة في العالم العربي والعالم. ما لفت نظري في سوق عكاظ هذا العام وقد قدر لي الحضور العام الماضي هو القاعة الفخمة والجديدة التي أقيم فيها حفل الافتتاح وكذلك التطوير في جادة السوق. وبالرغم من كل الجهود التي تبذل إلا أن سوق عكاظ بحاجة إلى إعادة النظر في انتقاء المشاركين في الأمسيات الشعرية، ذلك أن هناك ضعفا كبيرا في موهبة وكفاءة الكثير ممن شاركوا في الأمسيات الشعرية ولا زلت أرى أن سوق عكاظ يشكل واجهة ثقافية وحضارية ينبغي استثمارها لتقديم الوجه الحقيقي للثقافة والإبداع من أجل تقديم العقل السعودي على مستوى الفكر والمعرفة والإبداع مع أهمية استضافة شعراء كبار من العالم العربي، ذلك أن حضور مثل هؤلاء الشعراء سوف يمنح السوق رمزية كبيرة من أمثال أدونيس وعبدالعزيز المقالح وسعدي يوسف وقاسم حداد وأحمد عبدالمعطي حجازي وآخرين إلى جانب استضافة كل سنة لشاعر أو روائي عالمي حائز على جائزة «نوبل»، وذلك من أجل أن يتحول سوق «عكاظ» من كونه تظاهرة ثقافية سعودية وعربية إلى تظاهرة ثقافية عالمية. لقد كانت ندوة تجارب الكتاب التي شارك فيها الدكتور سعد البازعي والدكتور محمد كبه والدكتور عدنان وزان والتي أدارها الدكتور محمد زكريا عناني من أعمق وأهم ندوات سوق عكاظ وقد أفادتني وأغنتي كثيرا. من الأشياء اللافتة في سوق عكاظ هو حضور الراحل الكبير غازي القصيبي في مسرحية «العكاظيون الجدد» وقد كانت لقطة ذكية ولافتة عبر حوار بين ماضي الشعر وحاضره بين أباء الشعراء وأحفاد هؤلاء الآباء. وفي سوق عكاظ هناك استحضار للتاريخ وحضور للشعر لكن ينبغي أن يتعمق هذا الاستحضار وهذا الحضور من أجل أن تكون الجودة والتميز العالي هو ما ينبغي ويجب أن يكون ويشكل هوية سوق عكاظ وليس مجرد احتفالية تحتفي بالماضي دون وعي بحقيقة هذا الماضي ودون إدراك لمعنى الشعر والإبداع الذي يشكل أهم ركائز وملامح سوق عكاظ. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة