أبدى مخرج العرض المسرحي «العكاظيون الجدد»، فطيس بقنة، قلقه من العمل، الذي يجمع بين شاعرين يمثلان الماضي والحاضر، موضحاً أن إخراج العرض يتطلب عملاً مختلفاً، كي يصل إلى الناس في وقت قصير، خصوصاً أن الشاعرين: النابغة الذبياني، وغازي القصيبي، يعرفان ب «القامات» في الناحية الأدبية والشعرية. وسيتم تجسيد هذا العرض من خلال حوار درامي يجمع شعراء «سوق عكاظ» قديماً، ويمثلهم النابغة الذبياني، والأعشى، مع شعراء السوق حديثاً، ممثلين في الراحل الدكتور غازي القصيبي. وقال بقنة ل «الشرق»: يشارك في فريق العمل أكثر من مائة شاب يؤدون أدواراً مختلفة «ونحن نعمل في هذا العمل الدرامي على اللغة البصرية، لتحقيق النقل ما بين الماضي والحاضر، وهذا يحتاج إلى مجاميع كبيرة». تفاؤل الفريق ورغم القلق، أبدى بقنة تفاؤله، وأن الجميع يعمل منذ بداية «البروفات» في سباق مع الزمن للخروج بأفضل ما يمكن، خصوصاً أن العمل سيقدم للمرة الأولى في «خيمة عكاظ». وعن أبرز المشاركين في العمل، الذي كتب السيناريو له مسفر الموسى، قال بقنة: سيمثل دور الدكتور غازي القصيبي، رياض الصلحاني، وهو ممثل يمتلك المقومات لتجسيد هذه الشخصية، خصوصاً أن ملامح وجهه قريبة من شخصية القصيبي، فيما سيجسد دور النابغة الذبياني الممثل أسامة خالد، فضلاً عن الشباب الآخرين المشاركين في العمل. وأوضح أن تنفيذ العمل والتحضير له استغرق أكثر من أربعة أشهر من الجهود المشتركة، خصوصاً من صاحب الفكرة، والمعد لها، وكاتب النص، الدكتور صالح المحمود. تفرد النابغة من جانبه، قال الممثل أسامة خالد إنه سيؤدي أكثر من دور في تنفيذ هذا العمل، مبيناً أنه سيقدم شخصية النابغة الذبياني، وأنه المخرج المنفذ له. وأضاف: أفخر بتجسيد شخصية النابغة الذبياني في هذه المسرحية، التي يلتقي فيها مع القصيبي، ويدور بينهما حوار حول وجود «عكاظيون جدد» يجب الاحتفال بهم، على الأرض ذاتها التي خرج منها العكاظيون القدامى. وأوضح أن النابغة الذبياني شخصية متفردة، وشخصية اعتبارية آنذاك، حيث كان محكِّماً للشعراء، لما عُرف عنه من حكمة وصبر في تقدير الأمور. وعن المشاركين في العمل، قال «كان لدينا إصرار على أن يكون المشاركون من أبناء الطائف، كونهم الأحق بتمثيل السوق الذي يقع في منطقتهم، فحققوا مستويات مميزة في البروفات». إغراء القصيبي وأكد الممثل رياض الصلحاني أن شخصية الدكتور غازي القصيبي أغرته للمشاركة في «العكاظيون الجدد»، فالقصيبي قامة أدبية تغري بتجسيدها، وبيَّن أنه يفخر شخصياً بذلك، فهو يعشقه، ويحفظ أشعاره. وقال الصلحاني: تجسيد هذه الشخصية مسؤولية كبيرة، وهو شغبٌ أيضاً، خاصة في محفل كبير كسوق عكاظ. مضيفاً أن الشخصية تتمحور حول شعر الدكتور غازي القصيبي، كممثل للعكاظيين الجدد بأشعارهم. وأبدى الصلحاني رضاه عن سير العمل «نحن نتعامل مع أشخاص في قمة الاحترافية، ففريق العمل يعمل وفق أسس إنتاجية محترفة للخروج بعمل مرضٍ، وهذا هو المأمول». وعن حضوره طيلة أربعة شهور في سوق عكاظ، قال خالد: من الأشياء التي تشعرني بالفخر وجودي في السوق طيلة السنوات الماضية، ومعاصرتي للتطورات الكبيرة التي يشهدها السوق في كل جوانبه، ونحن نشهد هذا العام تحقيق الحلم الكبير، ببناء خيمة سوق عكاظ، التي أصبحت رمزاً للسوق، وللمنطقة بشكل عام. وسبق لي أن تشرفت بالإشراف على إخراج الجادة، التي تطورت في فعالياتها بشكل مذهل، وهذا يؤكد وجود عمل حقيقي للقائمين على السوق. وأثنى في ختام حديثه على «الشرق» قائلاً: «الشرق» ولدت وهي كبيرة، وستبقى، وأنا معجب بها لدرجة لا توصف، وأتمنى لها التوفيق.