أكد الدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة أن مشروع التأمين الطبي على المواطنين يُدرس بحسب ما أوصى به مجلس الوزراء من قبل مجلس الخدمات الصحية والضمان الصحي والوزارة. وقال في تصريح ل«عكاظ» بعيد استضافته في مجلس الشورى حيث أجاب على أسئلة المواطنين وأعضاء المجلس حول مختلف القضايا الصحية، أن التوصيات سوف ترفع بعد الاستنارة برأي مجلس الشورى والجامعات للجهات المعنية بالدولة للأخذ بما تراه مناسباً. وبخصوص العوائق التي تقف دون تطبيق نظام التأمين الصحي على المواطنين، أوضح أن أي نظام يجب أن يُدرس من كافة النواحي وأعتقد أن الوزارة بمشاركة المجالس المعنية والجهة ذات العلاقة تدرسه، والهدف ليس المال بل ما يخدم صالح الوطن والمواطن. وحول إغلاق الجلسة أمام وسائل الإعلام قال:«أعتقد أن هذا ما يقوم به مجلس الشورى في الجلسات السابقة ونحن ضيوف على المجلس». وعن المشاريع المتعثرة أكد أن الوزارة بدأت تتغلب على معظم المشاريع المتعثرة وأخذت بأسباب التعثر للتغلب عليها، كما قامت بسحب بعض المشاريع التي تعاني من مشكلات لا يمكن إصلاحها. وفي ما يتعلق بالعقوبات التي تطبق بحق المتهمين من قبل الهيئات الشرعية على مرتكبي الأخطاء الطبية، أكد الوزير أن تلك الهيئات مستقلة، والعقوبات تصل إلى سحب الرخصة والإدانات المالية والإدانات التدريبية. وأوضح الدكتور عبدالله الربيعة أن الصحة وزارة خدمية تعنى بصحة المواطن طيلة حياته وتقدم خدمتها من خلال مرافقها التي وصلت إلى 251 مستشفى ومراكز الرعاية الصحية الأولية بالإضافة إلى المراكز التخصصية والمدن الطبية والبرامج النوعية المتعددة التي يعمل بها ما يزيد على 250 ألف موظف وموظفة، وبحسب إحصاءات العام الماضي فقد استقبلت الرعاية الصحية نحو 55 مليون مراجع بينما استقبلت العيادات الخارجية بالمستشفيات 11.5 مليون مراجع، أما أقسام الطوارئ فقد استقبلت 20 مليون مراجع وتم إجراء ما يزيد على 430 ألف عملية جراحية و 256 ألف حالة ولادة. وأكد وزير الصحة أن وزارته ليست بمنأى عن أن تعتريها أخطاء أو ينتابها قصور ولكن المؤكد أنها تؤمن بأهمية كشف أوجه القصور والخطأ ومحاسبة المقصر والاستفادة من هذه المؤشرات لمنع حدوثها وتطوير أدائها ضمن المفهوم الشامل للجودة والنزاهة الذي تعمل الوزارة جاهدة لإرساء ثقافته. رقم موحد للطوارئ وأشار الوزير إلى أنه تم تفعيل برنامج المراجعة الداخلية والرقابة حيث قامت الإدارة خلال العام 1432/1433 ه بتنفيذ أكثر من 600 مهمة عمل رصدت من خلالها نحو (4000) ملاحظة تم التعامل معها ومعالجتها في حينه، كما أن الوزارة تعمل على إطلاق رقم موحد وسهل لغرفة الطوارئ وبشاشات تسمح للإجابة عن التساؤلات والاستفسارات والتعامل مع الحالات الطارئة حيث سيتم إطلاقه قريبا. وتحدث الوزير عن الأخطاء الطبية مشيراً إلى أن وزارته حرصت على تقليل الأخطاء الطبية من خلال عدة خطوات وهي إلزام جميع المنشآت الصحية بعملية الاعتماد وإلزام جميع الكوادر الصحية بالتسجيل المهني والتعليم الطبي المستمر لجميع الكوادر الصحية وتطبيق برنامج لرصد وقياس الأحداث الجسيمة بالمستشفيات وتطبيق برنامج المراجعة الإكلينيكية، مبيناً أن مجموع القضايا التي تم عرضها على الهيئات الصحية الشرعية بالمملكة عام 1432ه بشأن الأخطاء الطبية بلغ (1547) قضية تمت إدانة الممارسين الصحيين في (506) قضايا منها بنسبة بلغت (32.7% ) أما القضايا التي لم تتم الإدانة فيها بخطأ طبي فبلغت (1041) قضايا بنسبة بلغت (67.3%). وأشار د. الربيعة إلى أن الرقابة على القطاع الصحي الخاص مستمرة حيث قامت الفرق الميدانية التابعة للوزارة بمختلف المناطق الصحية بتسجيل (2352) مخالفة على بعض المؤسسات الصحية الخاصة والكوادر الصحية العاملة بها وتم إغلاق (140) منشأة منذ بداية هذا العام. شراء خدمة المرضى وقال الربيعة: تم إنشاء برامج عديدة لجراحة وعلاج اليوم الواحد حيث وصلت النسبة قرابة (35 في المائة من مجموع العمليات الجراحية، كما تم استئجار خدمة الغسيل الكلوي والرعاية طويلة المدى من القطاع الخاص، وتم استحداث شراء الخدمة للمرحلة الأولى ب (200) مليون ريال وتم البدء في الإجراءات النظامية لهذه المرحلة أما بالنسبة لشراء خدمة المرضى طويلي الإقامة فقد تم استحداث هذا البرنامج بمبلغ 40 مليون ريال وجار اتخاذ إجراءات الطرح والترسية لكي تتناسب الخدمة المقدمة مع المعايير العالمية. تكامل الأداء من جهته قال رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ إن حضور الوزراء إلى مجلس الشورى هو امتداد لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأن يكون العمل متكاملا وأن يكون الأداء على أفضل مستوى بين مجلس الشورى ومسؤولي الجهات الحكومية. وأكد رئيس مجلس الشورى أن لقاء وزير الصحة وما سيعقبه من لقاءات أخرى ستكون بمثابة التعاون بما يصب في مصلحة المواطن والوطن، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات ليست لقاءات مجاملة. ونفى آل الشيخ حضور أي مسؤول إلى الشورى لكي يُجامل أو يجامل المجلس، مبينا أن الهدف هو الوصول إلى شيء واحد وهو تحقيق المصلحة وليس البحث عن السؤال المحرج أو النقطة التي فيها بعض النقص لإبرازها بشكل غير طبيعي أو حتى النفخ فيها - على حد قوله-. مشاهدات: حظيت استضافة وزير الصحة بتواجد إعلامي كبير يوازي أهمية القضايا المطروحة. الدكتورة منيرة العصيمي الوكيلة المساعدة للخدمات الطبية المساعدة والدكتورة عفاف التويجري مدير عام التدريب صعدتا على منصة المجلس للرد على تساؤلات الأعضاء. الجلسة استمرت لأكثر من ثلاث ساعات ونصف.