تشهد الطرقات والشوارع في جدة ربكة مرورية صباح كل يوم، الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى توقف الحركة المرورية، خاصة في الشوارع الرئيسة، والسبب يعود إلى وجود الشاحنات الكبيرة، وصهاريج المياه والصرف الصحي التي تدخل بين السيارات الصغيرة، نتيجة تسربها بشكل لافت للنظر إلى داخل المدينة، ويحدث ذلك صباحا وقت الذروة والعودة بعد الظهر. واشتكى عدد من الموظفين والطلاب من مزاحمة الشاحنات وتسربها إلى الشوارع الداخلية للمدينة ما يشير إلى أن عدم مبالاة من قبل قائدي الشاحنات بمنع الدخول في أوقات الذرة، رغم منع مرور جدة من دخول الشاحنات ووجود اللوحات الإرشادية التي تحذر من مرورها أوقات الذروة. «عكاظ» رصدت المعاناة اليومية وحركة السير صباحا أثناء ذهاب الموظفين وطلاب المدارس، وتحديدا منذ الساعة السادسة صباحا، وهي بداية وقت منع مرور الشاحنات من 6-9 صباحا ومن 12-3 ظهرا ومن 5-1 مساء، ووجدنا أن قائدي الشاحنات غير مبالين بالتعليمات المرورية والأنظمة التي عممتها على جنبات طريق الحرمين وعلى مداخل الطرق المؤدية إلى الشوارع الداخلية والأحياء. زحام وتأخير وأكد عبدالقادر الشهري، أحد سكان حي الصفا، أن الذهاب إلى الأعمال صباحا أصبح هما يلازمه للوصول إلى مقر الدوام دون تأخير. وقال «تجد الجميع يركض، ولكن سرعان ما تتوقف حركة السير بسبب الزحام الخانق الذي يفقدك السيطرة، تحديدا في شارع الأربعين مع التحلية، تجد الحركة متوقفة تماما بسبب وجود الشاحنات، خاصة شاحنات الصرف الصحي الصفراء»، مشيرا إلى أن دخول الشاحنات في أوقات الذروة مشهد يتكرر في كل الأوقات، وأن مزاحمة الشاحنات بهذا الشكل يؤدي إلى الحوادث المرورية ويتسبب في مضاعفة الاختناقات، مطالبا دوريات المرور بمواجهة تلك المخالفات بحزم. استغراب الغياب من جهته يستغرب خالد صادق، من سكان حي الربوة شمالي جدة، دخول الشاحنات في أوقات الذروة، وما تسببه من زحام حقيقي للموظفين والطلاب، في وقت يغيب فيه المرور عن ذلك، مؤكدا أنه يلاحظ تمركز دوريات المرور فقط في بعض الشوارع الرئيسية والميادين الكبيرة، تاركة بعض المداخل والشوارع الحيوية والداخلية بدون رقابة ومتابعة للشاحنات والوايتات المخالفة ودخولها بهذا المنظر غير الحضاري. وقال «لا أريد أن أتحدث عن المشاكل البيئية التي تنتج عن صهاريج الصرف الصحي، وانتشارها بشكل لافت طوال الليل والنهار تمسح مدينة جدة، وإن شاهدتها تسير بسرعة فيجب عليك أن تحرص بالابتعاد عنها فقائدوها لايخشون أحدا، مشيرا إلى أنهم متضررون فعليا من الروائح المنبعثة منها». استهتار القائدين فيما ذكر هشام محمد الجهني، أنه لا ينكر جهود رجال المرور في متابعة السير وحركته وعملها على وضع التعليمات والتنبيهات بمنح أية مخالفة ومنها منع الشاحنات من دخول الطرقات أوقات الذروة، غير أننا نلاحظ عكس الواقع تماما، خصوصا ما يفعله قائدو وايتات الصرف الصحي التي تجوب شوارع المدينة في كل الأوقات سواء في النهار أو الليل، وهم بذلك لا يبالون بالتعليمات المرورية إطلاقا لدرجة أنك تلاحظ مخالفاتها بتجاوز المركبات الصغيرة بسرعة جنونية، مطالبا بتكثيف التواجد المروري السري ورصد هذه الظاهرة التي تشكل إزعاجا كبيرا للكثيرين. إلى ذلك طالب غرم الله الغامدي، موظف في إحدى المستشفيات الحكومية، بتكثيف الدوريات والمرور السري على مداخل المدينة وأمام الإشارات لرصد كل مخالفة ومتابعة حركة الشاحنات ومنع تسربها، حتى لا تزيد من الزحام وتوقف الحركة في الشوارع وطريق الحرمين. من جانبه أوضح مدير مرور محافظة جدة المكلف، العميد وصل الله الحربي، أن المرور يعمل على منع دخول الشاحنات في أوقات الذروة، وإذا حدث تسرب للشاحنات أو صهاريج الصرف الصحي فإنه يتم تحويلها من الطرقات والشوارع الرئيسة إلى الشوارع الفرعية حتى تتمكن من تقديم خدمة سحب مياه الصرف الصحي التي تعاني منها بعض الشوارع، مبينا أن التمركز المروري يتم بشكل يومي، ويتم من خلاله توفير أقصى مستوى من الانضباطية المرورية، مشيرا إلى أن هناك حملات مستمرة على المخالفين. وأكد أنه يتم توزيع دوريات المرور على جميع المحاور الرئيسة والميادين والتقاطعات وشبكة الطرق بالمحافظة وتغطيتها بعدد كاف من الضباط والأفراد، مطالبا من الجميع الخروج مبكرا والتحلي بالصبر، وتلافي مناطق الاختناقات المرورية، مشددا على عدم تحرك الشاحنات بكافة أنواعها داخل المدينة مطلقا وكذلك على الخطوط السريعة وجسر الخير في أوقات الذروة، التي تبدأ من الساعة 6 صباحا إلى الساعة 9 صباحا ومن الساعة 12 ظهرا حتى الساعة 3 عصرا ومن الساعة 5 عصرا حتى الساعة 3 فجرا. وقال إن من يخالف ذلك سوف يطبق بحقه النظام. وسوف يتم تحديث توقيت الإشارات الضوئية خاصة على الشوارع الرئيسة ذات الكثافة العالية بما يتناسب مع أحجام الحركة المرورية.