تشكل الأحياء التي تفتقر لخدمات شبكة الصرف في جدة نسبة تجاوز ال 60 في المائة من إجمالي مساحة المحافظة، إذ تعاني معظمها من تسربات مياه الصرف الصحي بين حين وآخر، إضافة إلى تعرضها بشكل دائم للتبعات الأخرى الناتجة عن انعدام شبكة صرف صحي، والمتمثلة في تلف الطبقات الإسفلتية بأشكال متعددة، وبالأخص في ظل الاعتماد على (الشبح الأصفر)، والمقصود به صهاريج الصرف الصحي. وما يزيد الطين بلة اعتماد الأهالي على صهاريج شفط الصرف الصحي التي تزيد من سوء أوضاع الشوارع داخل الأحياء، حيث تقدر الإحصائيات استعانة أهالي عروس البحر الأحمر بخمسة آلاف صهريج يوميا، وتنفذ 25 ألف رحلة شفط. ووصف نائب رئيس المجلس البلدي في جدة المهندس حسين الزهراني مشكلة صهاريج الصرف الصحي في جدة ب «الغول الأصفر»، معتبرا أن هذه الصهاريج تعتبر هاجسا مؤرقا لسكان المحافظة لن تزول آثاره السلبية إلا بعد الانتهاء من مشاريع الصرف الصحي. وأشار المهندس حسين الزهراني إلى أن ترك هذه الصهاريج تقف في مواقع غير مخصصة لوقوفها وضعف الرقابة على الآثار التي تحدثها، خاصة القديم منها كالتسربات الناتجة عنها، مشكلة تحتاج إلى تشديد في الرقابة، وصرامة في تطبيق الأنظمة لمعالجتها. وطالب نائب رئيس المجلس البلدي الجهات الرقابية في الأمانة إلى بذل المزيد من الحزم في التعامل مع الذين لا يبالون بأثر إهمالهم على البيئة المحيطة، مضيفا «رغم أن نظام المرور يمنع الشاحنات بشكل عام من السير أو الدخول في أوقات الذروة في الشوارع الرئيسة، إلا أن هناك بعض قائدي الصهاريج الصفراء يتسببون في إزعاج قائدي المركبات الصغيرة، وبات من الضروري تشديد الضبط على تحركاتها». من جهته، أكد ل «عكاظ» مدير مرور محافظة جدة العميد محمد بن حسن القحطاني أن إدارته تعمل على مدار الساعة من خلال دورياتها المنتشرة في جميع طرق وشوارع المحافظة على تطبيق أنظمة السير، خصوصا ما يتعلق بمتابعة حركة سير الشاحنات في أوقات الذروة. وقال العميد محمد القحطاني إن حملات متابعة الصهاريج والشاحنات المخالفة مستمرة، مشيرا إلى أن إدارته ضبطت في الشهرين الماضيين ما يفوق ال 145.875 مخالفة مرورية من ضمن هذه المخالفات دخول الشاحنات في وقت الذروة. بدوره، أفاد ل «عكاظ» مصدر في أمانة جدة أن الأجهزة الرقابية في إدارة الناقلات تتابع سير صهاريج الصرف الصحي، مبينا أنه تم تغريم 940 ناقلة في العام الجاري. وأشار المصدر إلى أن الأمانة ألزمت أصحاب الصهاريج بتوفير مواقع خارج النطاق العمراني لإيقافها.