عمدت أسواق المدينةالمنورة إلى جلب حارسات أمن إلى داخل أسواقها، للمحافظة على أمن المتسوقات وتوفير خصوصية أكبر لهن، كما عمدت إلى توظيف مشرفات نظافة على دورات المياه والمساجد النسائية الموجودة بالمولات .. «عكاظ» التقت بعدد من المتسوقات ووقفت على رؤيتهن للخطوة التي بادرت بها الجهات المختصة، كما التقت بموظفات الأمن ومشرفات النظافة فتحدثن عن طبيعة عملهن. بداية أعربت عدد من المتسوقات عن سعادتهن بعمل الحارسات في الأسواق، معتبرات ما تم في هذا الخصوص تطورا يحسب لأمانة المنطقة، وأكدت رشا المطيري أن عمل الحراسات بهذه الكيفية أسعدهن وأدخل الطمأنينة في نفوسهن، خاصة أنهن كن يعانين من المتطفلين ومن مضايقات بعض المتسوقين، حتى الباعة أنفسهم. معاكسات ومضايقات وتشير مها زين العابدين إلى أنهن في الأسواق يتعرضن أحيانا إلى مواقف تتطلب تدخل الجهات الأمنية لحلها، مشيرة إلى أن وجود الحارسات فيه خصوصية في التعامل لهن، وأضافت: كثيرا ما نعاني من معاكسات ومضايقات بعض الشباب ووجود حراسات في السوق يردع هؤلاء الفئة، كما أن الحارسات يمكنهن أن يقدمن لنا الكثير من المساعدات خاصة في عملية التسوق، واستطردت زين العابدين تقول: أحيانا تحدث للمتسوقات حوادث أو إصابات جراء طول علميات التسوق التي تستغرق أحيانا ساعات عديدة، ما يصيبهن بالإعياء، حيث إنهن يحتجن إلى نساء ليتدخلن للوقوف على حالتهن وتقديم المساعدة لهن، خاصة الحوامل منهن أو المرضى أو الكبيرات في السن. حماية للنساء وأكدت أريج العوفي، أن تعيين حارسات في الأسواق يمثل حماية للفتيات والنساء وحتى أطفالهن، حيث إنه يعطيهن إحساسا بالطمأنينة والتقدير، مشيرة إلى أن معظم المعاناة التي كانت تعانيها النساء في الأسواق تأتي بسبب غياب الخصوصية لديهن، مبينة أن ذلك الإجراء من شأنه أن يعطيهن الخصوصية التي يحتجنها في الأسواق، وأضافت: ظللنا نعاني في الأسواق من عدم نظافة دورات المياه، ولذلك تحاول معظم النساء المجاهدة في ابتياع حوائجها والعودة بسرعة إلى منازلهن، إذ أنهن معظمهن مريضات بالسكر والأمراض المزمنة الأخرى التي يحتجن بسببها إلى الحمام دائما. واستطردت العوفي تقول: إلا أن معظم دورات المياه لا يمكن استعمالها لعدم نظافتها. وزادت: الآن بعد تعيين عاملات نظافة لدورات المياه في الأسواق فهذا يمكنهن من قضاء وقتهن بدون قلق أو أدنى معاناة. تقول أم محمود التي تعمل كمشرفة نظافة في أحد أسواق المدينةالمنورة عن طبيعة عملها: أنا أعمل كمشرفة نظافة على دورات المياه والمصلى النسائي داخل السوق منذ ما يقارب من الثلاث سنوات، وطبيعة عملي تتلخص في الإشراف على عاملات النظافة، وتوفير أدوات النظافة لهن، والحفاظ على نظافة المكان، وعن الشهادة التي تحملها تقول: أحمل الثانوية العامة وراتبي ولله الحمد يتجاوز الثلاثة آلاف ريال، ودوامي ثماني ساعات في اليوم، وأنا سعيدة بعملي حتى لو كان مشرفة نظافة، لأن هناك الكثيرين من الذين ينظرون إلى هذا العمل على أنه عمل يخص العمالة الوافدة، مع أني أثبت نجاحي كسعودية في هذا المجال بشهادة الإدارة التي أعمل بها. وتشاركها الرأي أم محمد، التي تعمل كمشرفة أمن في أحد الأسواق، فتقول: أعول ثلاثة أبناء وأنا في أمس الحاجة إلى وظيفة تعينني على تربيتهم وتلبية احتياجاتهم، ووجدت وظيفة حارسة أمن في أحد الأسواق، فترددت في بداية الأمر بالعمل كحارسة أمن، لكني وافقت في النهاية وقررت خوض تجربة جديدة في العمل النسائي، وكان هذا قبل ثلاث سنوات، وفعلا توظفت حتى أصبحت مشرفة أمن في السوق، براتب يتجاوز ثلاثة آلاف ودوامي ثماني ساعات. وأضافت: مهامنا تتلخص في مساعدة السيدات اللاتي يتعرضن للمضايقات أو يحتجن للمساعدة في حال تعرضهن لإصابة أو حروق بسبب انسكاب سوائل حارة عليهن، أو على ابنائهن، أو تعرض أحد الأبناء لجروح لا قدر الله، فنعمل على تقديم الإسعافات الأولية لهم. زوجي راض وتؤكد أم محمد أنهن يقمن بحل الخلافات التي تحصل بين بعض المتسوقات، أو من تتعرض للمعاكسات، أو حتى مع البائعين أنفسهم. أما خلود فقد أعربت عن مدى سعادتها بوظيفة حارسة أمن، وقالت: لم يدر بذهني في يوم من الأيام أنني سأعمل كحارسة أمن مثلي مثل الرجال في ذلك، وبعد ان طرقت جميع الأبواب للبحث عن وظيفة تناسب مؤهلي الجامعي، إلا انني لم أجد، واهتديت في نهاية المطاف إلى هذه الوظيفة (حارسة أمن) في أحد المولات التجارية، والآن أعمل بهذه الوظيفة لأكثر من عام، وقد وجدت نفسي بها ولم تؤثر على استقرار أسرتي، بالرغم من اعتراض زوجي في بداية الأمر على المهنة، إلا أنه تقبل الوضع بعد أن رأى مدى استمتاعي بالعمل الذي تعلمت منه أمورا مهمة في حياتي، كما أن مهامنا تتلخص في مراقبة الأسواق والقبض على السارقات وعمل محضر لهن، وتوجيههن الى الجهات المختصة، مشيرة إلى أنهن يجدن مشاكل عديدة من بعض المتسولات اللاتي يقمن بالتسول في السوق، فيعملن على التدخل في المواقف الأخلاقية والعمل على إنهائها دون ضجة أو إثارة المتاعب في السوق. الأمن الوظيفي وتقول أم أسعد: أنا سعيدة بالعمل كحارسة أمن في أحد أسواق المدينةالمنورة. وزادت: هذه المهنة من وجهة نظري وقتية، لأني أنتظر وظيفة تناسب مؤهلي الجامعي، وسأقبل بها عن قناعة إذا عمل القائمون على أمرها بجعلها من ضمن الوظائف الآمنة؛ وطالبت أم أسعد الجهات المسؤولة أن تضع آلية تحمي الموظفة من الفصل المفاجئ. أما (س - ن) التي فضلت عدم ذكر اسمها فوصفت مهنتها بالممتازة مشيرة إلى أنها تساعدها على إقامة علاقات مع المتسوقات اللاتي هن من كافة شرائح المجتمع، وأضافت: إلا أن عدم وجود آلية محدده تحفظ حقوق الموظفة تجعل العاملات يعشن في خوف مرير من العقاب في حالة أي خطأ حتى ولو غير مقصود، مبينة أن العمل يدار بشكل عشوائي ومشرفة الأمن يمكنها أن تغير فريق عمل كامل وبكل سهولة، بينما لو كانت هناك معايير وضوابط لأصبحت هذه المهنة وجهة للكثير من النساء، خاصة العاطلات عن العمل. مهنة مهمة ووصفت (م - ح) مشرفة أمن في أحد أسواق المدينة مهنتها بالجميلة والمهمة، كونها تتيح للنساء المتسوقات أن يتعاملن مع نساء مثلهن، وعن غياب الأمن الوظيفي للمهنة وشكوى الموظفات في هذا الخوصوص، أكدت أنها تعمل مطمئنة لأنها تمارس عملها على أكمل وجه، وأضافت: لا أتصور أن أتعرض لأي عقاب، أما المهملات فطبيعي أن يصحح مسارهن أو أن يستغى عنهن في حالة تماديهن. وطالبت كل من نورية محمد و(ع - س) و(اعتماد نور) و(ج - غ) مكتب العمل، أن يلتفت لحارسات أمن أسواق المدينةالمنورة، من أجل أن يواصلن العمل في هذه المهنة التي تقيهن البطالة.